14 سبتمبر 2025
تسجيلعقودٌ مرت، والأمة تبحث عن قلبٍ ينبض بآمال وأحلام شعوبها، فشاء الله أن تكون قطرُ هذا القلبَ الكبيرَ الذي احتضن العرب والمسلمين، وأحيا في نفوسهم الفخر والاعتزاز، هذا القلبُ الذي كانت شرايينه الشعوب، ودماؤه إنجازات منتخب المغرب الشقيق. عشرون يوماً منذ انطلاقة المونديال، ووطننا العربي الإسلامي الكبير على موعد متجدد مع أطياف طارق بن زياد ويوسف بن تاشفين ومحمد عبد الكريم الخطابي وهي تقود جيوشاً مُظفَّرةً من الإرادة والعزيمة والسعادة التي أهداها أحفادهم لاعبو المنتخب المغربي لأمتنا. عشرون يوماً، والشعوب تنام على أمل، وتصحو على إنجاز رياضي يوحِّد أبناءها الذين أصبحوا، كلُّهم، مواطنين مغاربة بقلوبهم وأرواحهم. وكأنما شمس أمجادنا العربية الإسلامية تشرق من مغربنا، وتنشر ضياء الأخوَّة في ديارنا، وتبعث الحياة في نفوسٍ كريمةٍ حيةٍ لشعوب تتعطش لفرحٍ يجمعها من المحيط الأطلسي، مروراً بالخليج العربي، وصولاً إلى إندونيسيا. قطرُ الحبيبة، بتنظيمها للمونديال، أكدت على التزامها بعقيدة الأمة وأخلاقها السامية، ونفثت في القلوب اشتياقاً لعهودٍ سادت فيها أمتنا الدنيا بحضارتها ونُبلها وعلومها. ثم جاءت إنجازات المنتخب المغربي لتكتب سطوراً من مجدٍ في سجلات كرة القدم، فاكتملت الصورة الرائعة للإنسان العربي المسلم التي نجحت بلادنا في تقديمها للعالم. الناس، في وطننا العربي الكبير، طيبون ومثقفون وإنسانيون، وفيهم روعةٌ ومشاعرُ نبيلةٌ. وعندما وجدوا في قطر الحبيبة متنفساً للتعبير عما يجمعهم، وعثروا على إنجاز يفخرون به، أهدوا لبلادنا حباً ودعماً عظيمين، ثم التفوا حول ممثلهم في البطولة؛ المنتخب المغربي، وأحاطوه بحبهم له، واعتزازهم به، وآزروه في الملاعب، وخرجوا يحيونه في مسيرات ضمت عشرات ومئات الآلاف في شوارع وميادين المدن والبلدات والقرى في ديار العروبة والإسلام. الناس، في وطننا الكبير، كالتربة الخصبة التي ساق الله لها سُحُبَ نجاح بلادنا في تنظيم المونديال، فنزل عليها غيثُ إنجازات المنتخب المغربي، فاخضرَّتْ ربوعها بأفراح لم تعرف مثيلاً لها منذ زمن بعيد، فأخذ أبناؤها بترديد أهازيج أشقائنا المغاربة التي يتغنون فيها بحب فلسطين التي خرج أبناؤها يهتفون للمغرب وأهله ومنتخبه، ويتغنون بحبهم لقطر التي أتاحت لشعوب الأمة أن تؤكد على ثبات التزامها بالقضية الرئيسة لها؛ قضيتنا الفلسطينية. كلمة أخيرة: مرت مائة عام على الانتصار العسكري العظيم للمغاربة على الإسبان في معركة "أنوال"، واليوم، ينتصر أحفاد أولئك الكرام على إسبانيا والبرتغال وأوروبا في ميادين كرة القدم، فنعمَ الأجداد والأحفاد، ونعمَ الأمة التي تجمعنا معهم. كاتِـبٌ وَإِعْـلاميٌّ قَـطَـرِيٌّ