14 سبتمبر 2025

تسجيل

من تحت الركام

12 نوفمبر 2023

يرتفع أصوات أنين الجرحى الفلسطينيين من تحت الأنقاض بعد القصف المستمر ليل نهار على غزة التي لم يعد بها مكان آمن بعد أن تجرأ الكيان الصهيوني بكل وحشية وتَعّمد قصف المستشفيات والمدارس التي يلجأ إليها أهالي غزة الأبرياء تاركين بيوتهم التي تعبوا من أجل بنائها ومحلاتهم التي يقتاتون منها، لم تعد المستشفيات تتحمل الكم الهائل من الجرحى ولا الأكفان تكفي الشهداء، وما يصلنا من صور مُروعة حول ما يحدث في غزة يَسرق النوم من أعيننا فكيف تَطيبُ لنا الحياة ونحن نرى البشاعة التي يقترفها الكيان الصهيوني في إخوتنا في غزة، يَنعصر قلبي كلما شاهدتُ صور شهداء الأطفال أو أمهاتهم اللاتي لم يفرحن بأبنائهن، كما أتألم لصور المرضى الذين يفترشون الأرض ويتم علاجهم دون مُخدّر يهدئ من ألمهم، ناهيك عن شعور الخوف الذي يعيشه أهالي غزة كلما حَلّقت طائرة حربية تحمل القذائف وترميها بشكلٍ عشوائي في كل صوب وحدب دون مراعاة لإنسانية ولا مقدسات إسلامية وكأن الصهاينة شياطين الأرض يتلذذون بقتل الأبرياء خلت قلوبهم من الرحمة والإنسانية! دخل العدوان الصهيوني على غزة شهره الثاني وما زالت الدول العربية تجتمع لتصدر بيانات تستنكر فيها ما يحدث وتُطالب بوقف قتل الأبرياء ولكن للأسف لا تجد هذه البيانات أي صدى لدى الدول الكبرى التي أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتبيد غزة، وللأسف أنه حتى الأمم المتحدة لم تتمكن من الاتفاق على وقف العدوان والإبادة ولم تتحرك إنسانيتهم تجاه قتل الأطفال والأبرياء وهم الذين يراعون حقوق الحيوانات نراهم يلتزمون الصمت تجاه ما يحدث للإنسان في غزة بل والبعض منهم يؤيد ما يحدث ويعارض وقف القصف والقتل، وهذا ما يبين بشاعة مواقفهم تجاه المسلمين والعرب، ولنا في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية مثال، فعندما يتعلق الموضوع بالعرب والمسلمين نجد تنكّر الدول الغربية وعدم مساندتهم لها بل وكأنها تتمنى دمارها وزوالها، ولو تأملنا حال الدول العربية لعرفنا الضعف الذي يعتريها وذلك بسبب هيمنة الدول الغربية ورغبتها في هلاك وتفكك الدول العربية وإشغالها بالحروب والطائفية والفتن والمناحرات الحدودية وغيرها لتتمكن من التدخل ومن ثم السيطرة على ثروات الدول العربية وجعلها في ضعف دائم فتسعى كل دول بتأمين نفسها فقط وإن كان على حساب الدول المجاورة، لذلك نجد التوغل الغربي في كل الحدود العربية بل ودون موافقة عربية، تساند الدول الكبرى بكل أسلحتها وعتادها إسرائيل وتصل غواصاتها وبوارجها المياه العربية لتحمي إسرائيل في الوقت الذي تتفنن فيه باستخدام كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً على الفلسطينيين في غزة! ماذا عسانا أن نفعل! وكيف نجيب عن أسئلة أطفالنا الذين يشاهدون صور شهداء غزة الأطفال الذين لا حول ولا قوة لهم والذين كانوا يحلمون بحياة سعيدة وكانت لهم أمنيات يسعون لتحقيقها فلم يُمهلهم الصهاينة وخطفوا براءتهم فارتقوا شهداء! وهنا يأتي دور أولياء الامور ليعلموا أبناءهم قصة فلسطين وأهميتها دينياً وعربياً وإنسانياً لينشأوا على تلك القضية التي نشأنا عليها، وليعرفوا ماذا يفعل الصهاينة في فلسطين وفي غزة تحديداً حتى لا يتهاونوا معها ولا يتقبلوها ولا يرضوا عنها، وليقاطعوا كل ما يدعمهم ويستبدلوه بمنتجات وطنية محلية شريفة لا تساند قتل الاطفال والابرياء. • أثبتت المقاطعة الأخيرة للشركات الداعمة للصهاينة مدى تأثيرها، فسرّحت عديد من المحلات موظفيها وأغلقت أفرعها، وظلت كثير من المنتجات في الأرفف دون شراء، فبدأت بعض الشركات بتغيير سياستها ومحاولة إظهار التضامن مع فلسطين ورغم ذلك مازالت المقاطعة مستمرة وهذا أقل ما يجب أن يفعله كل شخص لديه إنسانية بغض النظر عن دينه وانتمائه!