25 سبتمبر 2025
تسجيللا تدخر دولة قطر أي جهد في سبيل العمل من أجل بناء السلام والتنمية كأولوية من أولويات انخراطها في أفغانستان في مرحلة ما بعد الحرب، حيث تستمر في جهودها الراهنة المتمثلة في تيسير قنوات الاتصال بين الشركاء الدوليين وحكومة تصريف الأعمال الأفغانية، بهدف تعزيز السلام وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية والتنموية، وحماية وتعزيز الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب الأفغاني، بما في ذلك حقوق الأطفال والنساء والفتيات. وتشكل قضية تمكين النساء والفتيات أحد الاهتمامات التي تحظى بخصوصية ودعم كبير من دولة قطر، والتي عبرت مرارا عن موقفها الثابت إزاء حقوق المرأة، فضلا عما قامت وتقوم به مؤسسة التعليم فوق الجميع في قطر، خلال السنتين الماضيتين بالتعاون مع معهد التعليم الدولي، ومقره الولايات المتحدة، وصندوق قطر للتنمية، بتقديم مبادرة لمساعدة 250 طالبا أفغانيا، نصفهم من النساء، وذلك من خلال مشروع منحة دولة قطر للاجئين الأفغان لاستئناف ومواصلة دراستهم. لقد أصبحت جهود دولة قطر في أفغانستان علامة في التاريخ، فقد أثمرت الوساطة التي قادتها على مدى سنوات اتفاقا تاريخيا بين الولايات المتحدة وحركة طالبان لإحلال السلام في أفغانستان في فبراير 2020 والذي أدى لإنهاء أطول حرب أمريكية. كما قادت قطر أكبر عمليات الإجلاء في التاريخ الحديث، حيث قامت بإجلاء 80 ألف شخص، وتقديم الدعم لهم في الدوحة خلال إقامتهم المؤقتة، بما في ذلك المأوى والرعاية الصحية. وفي جلسة الإحاطة حول "الحالة في أفغانستان" التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، جاء بيان دولة قطر، الذي ألقته سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، ليؤكد على استمرار التزامها الثابت بالعمل مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين، حيث يظل هدف دولة قطر دائما العمل من أجل أن تنعم أفغانستان بالاستقرار والازدهار، وهو ما يجعلها تكرر مناشداتها للمجتمع الدولي بضرورة العمل الجماعي بإرادة سياسية قوية ومخلصة، حتى لا تصبح أفغانستان عنوانا لفشل المجتمع الدولي.