21 سبتمبر 2025
تسجيلتولي قطر قضية السلام العالمي أهمية خاصة باعتبارها إحدى ضمانات تحقيق التنمية المستدامة، ولذلك فإنها تحتل حيزا عريضا في توجهات سياساتها الخارجية، حتى أصبح بناء السلام المستدام ركيزة أساسية في سياسة دولة قطر. يأتي ذلك انطلاقاً من كون قطر رائدة في ترسيخ ثقافة السلام عالميا ؛ وعليه لم يكن بمستغرب أن تتصدر قطر وللعام التاسع على التوالي قائمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤشر السلام العالمي، فضلا عن تربعها في المرتبة الـ (30) على المستوى العالمي من بين (163) دولة شملها تقرير معهد لندن للاقتصاد والسلام. وتقديراً للجهود القطرية في دعم السلام العالمي جاءت دعوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمشاركة أمس في أعمال منتدى باريس للسلام ؛ بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود المشاركة، وممثلين عن المنظمات الدولية والمجتمع المدني. المشاركة القطرية المتميزة في المنتدى العالمي بباريس يعززها أن دولة قطر مشهود لها تاريخياً بأنها دولة محبة للسلام وتعمل دائماً على تحقيقه وترسيخ مفاهيمه ومساهمة في نشره في مناطق النزاعات كافة، ولها بصمات واضحة في هذا المجال على مستوى العالم. وهذا ما تبرهن عليه وتعكسه الجهود الكبيرة والدور الريادي لدولة قطر في حل الأزمات في العديد من مناطق الصراع في العالم، وهى جهود تنبع من قيم ومبادئ الإسلام وأخلاق وحكمة السياسة القطرية وتوجهات الحكومة الرشيدة. وتكتسب المشاركة القطرية في منتدى باريس زخما واسعا وثقة كبيرة كونها تترافق مع المائدة المستديرة التاسعة للجاليات في قطر والتي ينظمها مركز الدوحة لحوار الأديان وتنطلق غدا بعنوان «قطر.. مواطنون ومقيمون يتحدون الحصار». وهي إحدى فعاليات المركز الداعمة للحوار بين الجاليات، وتتناول محورين، الأول تحديات أزمة الحصار، والثاني (مواطنون ومقيمون في مواجهة الحصار). وهكذا تبرز رؤية قطر في هذا السياق شمولية تضع في قمة أولوياتها الوقاية الممنهجة وحل النزاعات بالسبل السلمية. مما جعلها لاعبا أساسيا في إرساء السلام الدولي.