11 سبتمبر 2025
تسجيلرأى حالها فأشفق عليها ورحمها وهي تحمل الحطب، فقال لها: يا خالة أآخذ معك الحطب إلى البيت ففرحت وسُرت، فأعطته الحطب فحمله عنها حتى أوصلها إلى بيتها، مدحه الله فقال عنه (وإنك لعلى خلق عظيم) فها هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها- تقول في وصف أخلاقه صلى الله عليه وسلم لما سألت كيف كان خلقه؟ فقالت: (كان خُلقه القرآن) يصفه ربه فيقول ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}ال عمران، فالرحمة صفة لازمة له هي عنوانه وسمته التي عُرِف بها، هذا أبو بكرالصديق رضي الله عنه يأتي بأبيه (أبو قحافة) لكي يبايع على الاسلام وكان قد كبر سنه فقال له الرحمة المهداة-: هلا تركته في بيته حتى نأتيه؟ يأتي إليه الطفل الصغير فيقبله رأفة منه ورحمة فيقول أحد الحاضرين من الأعراب (الأقرع بن حابس) تقبل الأطفال ؟! وانا لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا أبدا !! فيقول له أوَ أملك لك أن نُزعت الرحمة من قلبك ثم أعلنها مدوية في السماء ليكون منهاجاً ربانياً (من لا يرحم لا يُرحم)، من هو؟ إنه الرحمة المهداة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لم تقتصر رحمته مع الأطفال أن يقبلهم فحسب بل الأمر أبلغ من ذلك فهو يحملهم على ظهره ويترك أحدهم يلعب بخاتم النبوة على ظهره، وهو يمازحهم فيقول للصغير يا عمير ما فعل النغير، وها هي الصبية تأخذه من ردائه وتجري يمينا ويسارا وهو يترك لها نفسه ..يسجد لله وإذا بالحسن يلعب على ظهره فيطيل صلى الله عليه وسلم السجود فيقال: يا نبي الله أطلت السجود؟ فيقول (ارتحلني ابني فكرهت أن أُعجله باللعب ) ها هو يخطب الجمعة فإذا بالحسن والحسين الطفلين يدخلان المسجد فيتعثرا فيقعا وهكذا فإذا به صلى الله عليه وسلم ينزل من على المنبر فيدع خطبته ويحملهم ويعود إلى خطبته ويقول حن قلبي عليهما ثم يقول صدق الله (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ) يسمع صوت طفل يبكي وهو في الصلاة فيستعجل فيها رحمة بالطفل لعله أن يكون جائعاً أو مريضا وشفقة بقلب أمه عندما تسمع ولدها يبكي فتتألم ، فيرحم حالهما فيستعجل في الصلاة إنه الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وسلم: يـا رحـمـة لـلـعـالمين بِعطفه *** نَـصـرَ الضَّعيفَ فأُنْصِفَ الإنسانُ يـا وردةً يـزهـو بـهـا البستانُ *** ورحـيـقَ شـهـدٍ يا لـذَهُ الـظمآن يـا نـور مـشـكـاة بـليل مظلم *** كـشَـفَ الـجـمال ففاحت الأفنانُ