30 أكتوبر 2025

تسجيل

الفرصة الذهبية

12 نوفمبر 2013

البحث عن الفرص مهمة كل من يرغب فى تطوير ذاته؛ لينقلها من المستوى العادى الى المستويات التى لا تقبل الا بما هو أكثر وأكبر، وما يحدث معنا فى الحياة يُجبرنا بين الحين والآخر على البحث عن الفرص الحقيقية التى نستطيع ومن خلالها تحقيق كل ما نريده لنا وبكل ما نمتلكه من امكانيات يمكن بأن تساهم وبشكل فعلى بانجاح تلك المهمة، التى وكما ذكرت سلفاً بأنها أمنية كل من يرغب بتطوير ذاته؛ لذا لا تخلو المجالس من الحديث الذى يدور ويدور حول (الفرص) التى يترقبها كل من يترقبها؛ كى يحظى بما يريده ويحلم به منها حتى يكون له فى حياته، فتكون حياته كما يريد. اتفاقنا على أهمية تلبية حاجاتنا لا يعنى توافق تلك الحاجات، أو اتفاقنا على طبيعة ما نسعى اليه، فهو هذا الأمر ما يجعل ترقبنا للفرص يختلف وبشكل جدى من فرد لآخر، فما قد تسعى اليه أنت قد لا يعنى أى شيء للآخر، وما يترقبه ذاك الأخير قد لا يُمثل أى شيء بالنسبة لك، وهو الوضع ذاته مع الآخرين، ممن ستختلف حاجاتهم، ولكنهم سيظلون يبحثون عن مساحة شاسعة من تلك الفرص، التى يمكن بأن تغير حياتهم وتلونها بألوان زاهية جداً ستترجم أحلامهم لواقع لاشك سيفتخر به الواقع، وهو ما سيضعنا فى نقطة واحدة سنتفق عليها بفضل الله. ان الحديث عن الفرص يفتح الباب أمام القلوب؛ كى تَعبُر من خلاله وتُعَبِر عن كل ما يخالجها، ويجوب أعماقها؛ لنخرج منها بالكثير من القصص، التى تلامس قلوبنا وبشكل فعلي؛ ولأن أول ما يمكن بأن يتأثر فى الانسان هو قلبه، فلاشك بأنه ما سيساهم باتخاذنا لأول خطوة ستكون منا حتى وان تدخل العقل فى الأمر وذلك؛ لأن للقلب نصيبه من حق اتخاذ القرار المناسب، الذى سيسمح لنا بأن نساهم بمنح الآخرين فرصة ذهبية أو العكس تماماً، فان وُجدت الفرصة؛ لعادت الحياة ولتمتع كل شيء بألوانه الزاهية، ولكن وان طُمست الفرصة حتى من قبل أن تكون؛ لتحولت الحياة لمجرد لوحة باردة يغلب عليها اللون الرمادي، الذى تختفى منه ومعه ملامح الحياة، فيبدو كل شيء فيها وكأنه كان ولازال وسيظل كما هو دون أن يتمكن الجديد من ملامسته أبداً. يغيب عن بعض الأفراد أهمية منح الفرص للآخرين، وهو ما يكون منهم على أساس هش يمكن بأن يُكسر بسهولة، ولكنهم وبفضل مجموعة من الأسباب الوهمية يفرضون الكثير من العقبات التى تحول دون السماح لتلك الفرص بأن تكون وان كانت سهلة وفى متناول اليد، ولكن ولأنها لا تأتى بمقاس طموحاتهم فهى دون شك غير ضرورية ولا حاجة لها أبداً، رغم أنها تعنى الكثير لكل من يُطالب بها، وله كامل الحق بأن تكون له، والأمل بأن تكون له فعلاً، ويبقى السؤال: كيف سيكون ذلك؟ منح الآخرين فرصة تسمح لهم بتحقيق ما يريدونه تتطلب قدرة حقيقية على فعل ذلك، ورغبة حقيقية تَحُثنا على فعل ذلك، ودرجة عالية من الاحساس بالمسؤولية؛ لفعل ذلك، فان توافر كل ما سبق لتحقق الأمر، وكان المُراد، الذى سنساهم من خلاله بعملية اعادة الحياة للحياة، فواجب منح الفرص هو الحق الذى يعيش من أجله الأفراد، ودون أن نخوض بتفاصيل ذاك الحق فنحن بحاجة لشيء من التساهل والتسامح؛ كى نحقق ذلك، ونفتح الأبواب بدلاً من أن نغلقها من أمامهم، ونساعد بذلك كل الظروف على مضاعفة حجم معاناتهم فى الوقت الذى لن يفيدهم فيه أى شيء سواه توفير تلك الفرصة المشروعة، والتى تحتاج بأن تكون أكثر من مجرد مشروع قد يرى النور وقد لا يفعل. وأخيراً مكانتك فى الحياة هى ما تحددها أنت، فان كانت عالية فلتحرص على أن تظل كذلك، بتقديم المساعدة الممكنة للآخرين، التى ستكون مفروضة عليك كواجب، ولكنها ومع مرور الأيام ستتحول الى ذاك الحق الذى ستطالب به وبحق لابد وأن يكون لك، فهل ستؤدى واجبك اليوم دون أن تقف بوجه تلك الفرص التى يطالبك بها غيرك ممن يستحق؟ فكر بالأمر وتذكر بأن ما يخرج منك اليوم يعود اليك غداً، وستقدم الأفضل دون شك، حتى حين فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي.