13 سبتمبر 2025

تسجيل

مولود مفقود !

12 أكتوبر 2021

حدثني كثيراً عن حياته في قطر وعن عمله في إحدى المؤسسات الحكومية في قطر، يحمل جنسية إحدى دول الجوار، تزوج من مواطنة قطرية ورزقه الله تعالى بالأبناء. خلال الأزمة الخليجية، أصدرت تلك الدول قرار اً وأمراً بعودة كل من يحمل جنسيتها، رفض العودة رغم أنه يحمل جنسية تلك الدولة، ولم يُغادر، فغالب حياته قضاها في قطر، وأبناؤه أبناء هذه الأرض وزوجته جذورها في هذه الأرض. رفض أبناؤه المُغادرة أيضاً وهذا شيء طبيعي، فتلك الأرض لم يروها ولم ينشؤوا بها، ولكن ذنبهم الوحيد فقط حملهم لجنسية تلك الدولة! تزوج أحد أبنائه بعد تقدم العمر به، وتزوجت إحدى بناته، ومن الناحية الأُخرى لم يتزوج الابن الآخر بسبب مدخوله الضئيل، ولم تتزوج إحدى الفتيات لأنها من تلك الجنسية فهيّ مُختلفة عن أبناء البلد التي ولدت وترعرعت بها! عمل أحد الأبناء ولكن الراتب لايكفي الحاجة، وعملت الابنة لكي تعين أباها، فبناءً على جنسيتهم فهم في خانة سلم الرواتب المحدودة نوعاً ما! تقدم الابن الآخر على وظيفة شاغرة ولكن لا يوجد رد! فالأفضلية في التعيين بعد القطري لأبناء القطريات، ولكن مع إيقاف التنفيذ من قبل الجهات المُختلفة! تم التوجه لتقليص عدد الموظفين لظرفٍ ما في وزارات الدولة، فتم إنهاء خدمات غير القطريين ومعهم دون استثناء أبناء القطريات! لاتوجد لدية إقامة دائمة، وقد تنتهي أيامه قريباً ليعود إلى وطنه الذي لم يره مُنذ أبصرت عيناه! مُلىء المشفى ببكائه عند ولادته، وتداوى في هذا الوطن بين أروقت مستشفياته. كان بجانبه طفل صاحب أرض في هذا الوطن وهذا شيء بديهي وحق مطلق، أما هو لا يملك حق الحياة في هذه الأرض إلا وفق القوانين المُنظمة للمقيم والوافدين! وُلدت تلك الابنة والأخت في هذه الأرض من أبوين قطريين، فهيّ قطرية درست في مدارسها وتعالجت في مشافيها وكل حرف تنطق به هو جزء من هويتها وانتمائها لهذه الأرض، تزوجت من قطري فرُزقت فعاش أبناؤها فضلاً من الله ومن ثم فضل هذه الأرض التي أكرمها الله بالخير، تزوجت الأُخرى من غير قطري فعاش أبناؤها غرباء، يُنظر إليهم غرباء، يُشار إليهم غرباء! سألت وبكت ونادت: أليس هؤلاء أبناؤكم، فأنت خاله بالدم وأنت أخ لأمه في الوطن، وتلك البطن "القطرية" حملت مثلما حمل ذلك الرحم ولكن باختلاف جنسية الأب! •إيجابية نريد محبة، تقدير، احتواء لنا، نريد الكلمة الطيبة ونبحث عن جبر الخواطر، فنحن لا نبحث عن مالٍ نقترضه منك بل نبحث تطبيق ( الكلمة الطيبة صدقة). •سلبية نطلب منك وأن كُنت معادياً لنا وعلى الرغم من أننا من ذات النبع الذي حييت به "ابن مواطنة" أن تجعل الصمت أجراً في عدم الإساءة لنا أو محاربتنا أو التقليل من شأننا! نتحدث هُنا عن مجموعة أمهات ولا نتحدث عن فرد، نتحدث عن ألم أمهات قطريات تزوجن من غير قطري فزُرع الألم في أبنائهن! فكُل تلك الآلام والقصص هيّ حياتهن، شعورهن، مكانتهن ! أصحاب القصة أبناء القطريات وأبطال تلك الحياة القاسية هيّ للأمهات القطريات، والخوف على مصير أبنائهن، والحرص على تأمين حياة كريمة على وطن حمل الأمهات ويرجون أن يحمل ذلك الوطن يوماً ما أبناءهم. أخيراً الظروف قد تكون السبب، والمنازل أسرار بما تحمل، ففي شأنهم " قُل" خيراً من طرفك الإنساني أو إلزم "الصمت" ففي الصمتِ ذهبٌ، ولا تسمح لوسوسة الشيطان أن تجعلك صاحب قلب لا يحمل إلا حجراً. bosuodaa@