10 سبتمبر 2025

تسجيل

معنى أن تكون كاتباً

12 أكتوبر 2021

أن تكون أي شيء في أي وقت، هو أمر صعب. ولكني سأكتب عما أعرفه، وهو أن تكون كاتبا على وجه الخصوص.. ذلك أمر صعب للغاية. أن تكون كاتبا يعني أن تكتب وتنتج. هل يمكن أن نطلق وصف الكاتب على من توقف عن الكتابة؟ وهنا تطرأ المعضلة في وقتنا هذا، الذي يتحدى الجميع في أعمالهم وانتاجهم. كيف يمكن للكاتب أن ينتج في ظل كل ما يلهيه ومن المفترض ألا يلهيه؟ كيف له أن يكتب في زمن الكورونا المستجد وخلال ثورة برامج التواصل الاجتماعي؟ كيف له أن يحافظ على تركيزه وسط معمعة أفكار نهاية العالم، ودعوات المحافظة على الرياضة والصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية؟ كيف له أن يكتب وهو يفكر بحال حياته ومستقبل عمله ومصير الاقتصاد؟ كيف له أن يكتب وهو يريد أن يسافر وأن يخرج مع عائلته وأن يمارس هواياته؟ تساؤلاتي هذه لها أساسها قبل وجود فيروس كورونا المستجد، ولم يقم هذا الفيروس سوى بمفاقمة الوضع، فقد كتبت مثلاً أحلام مستغانمي في كتابها (شهياً كفراق)، عن مرور سنوات دون أن تشعر بها أو تكتب فيها. شغلتها الحياة.. والفيس بوك. والآن أمامنا فوضى الحياة، وكورونا، ومائة ألف شيء يلوح في الأفق! لا يوجد أسهل من الصياح والنصاحة: “اكتب! و حسب. بلا أعذار أو تخفي وراء المشاغل و المشاكل!”. والحقيقة أن النصحاء معهم حق، إلا أننا في زمن المشاغل والمشاكل! و أن نتوارى وراء مشاغلنا ومشاكلنا هو كل ما بقي أن نفعله كيلا نكتئب أكثر من فكرة بأننا نقضي هذه الفترة بدون أن نخط حرفاً. ونزيد من جرعة المرارة الحالية عندما نتذكر بأن كل هذا كان يمكن تلافيه لو كتبنا كلمة واحدة، تحمل عنا بعض ألم وضغط عيش الحياة اليومية. فالكتابة بالنسبة للكاتب، مضاد حيوي لالتهابات الحياة.. الكتابة رياضة بالنسبة للكاتب كرياضة المشي.. تخفف التوتر، تزيل الشكوك والضغوط، تصفي الذهن، وتنظم ضربات القلب. الكتابة هي أصعب و أسهل شيء يمكن للكاتب فعله، ولذلك، من السهل على الكاتب أن يكتب، ولكن من الصعب جداً أن يكون كاتباً. فما بالك أن يكون كاتباً جيداً؟