13 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تنس العزيمة

12 أكتوبر 2020

دائماً ما يدعو الناس رب العالمين ألا تكون لهم نفس لا تشبع، فهي مثال للطمع، وهي صفة مُلازمة للإنسان وبغيضة، ف يا سبحان الله البعض برغم ما يملك من الأموال الطائلة والعقارات والأسهم وتقدمه في العمر إلا تجده ما زال منذ سنين طويلة وهو على هذا المنوال مثل سمك الهامور فاتحاً فمه يأكل كل شيء ويمارس هوايته المفضلة في البحث عن أصحاب المناصب الدسمة وخاصة من بيدهم منح العقود وإرساء المناقصات، فهم الهدف الأسمى له!، وهو ينصب لهم الشباك والفخاخ ليست القاسية ولكن الهينة اللينة التي يسيل لها اللعاب، ويذكرني حاله بحال الكواخين الذين يصطادون الطيور الخاصة بالقنص، فهم يصطادون طيوراً كثيرة ولكن يطلقونها لعدم أهميتها وينتظرون أنواعاً خاصة مثل طائر الشاهين والحرّ ذات الأثمان الباهظة فيبحثون عنها في كل مكان في بداية الموسم الذي ما يلبث أن ينتهي لكن مواسم صيد هؤلاء لا تنتهي طول السنة. وإذا كان هذا المسؤول قريباً فهو يوم المُنى، فسوف تزداد محبته وتنهال عليه الهدايا المختلفة من كل حدب وصوب كزخات المطر، وبعد ذلك العزائم ومن ثم لعب الورق إلى أن يعتاد على ذلك ويصبح صيداً سهلاً يمكن اللعب معه من فوق الطاولة أو من تحتها وهم لم يعرفوه يوماً قبل المنصب. وإن أردت أن تُصنف هذا السلوك فهو نوع من الفساد الصامت كالمسدس كاتم الصوت يقتل ولكن من دون ضجيج، وهو كذلك يعتبر نوعاً من أنواع الرشاوى المبطنة والمحرمة شرعاً فهي بعيدة عن مبدأ تكافؤ الفرص ولا وجود فيها البقاء للأصلح، وأنا أذكر أحد الأشخاص حُدثت عنه أنه عُيّن في منصب حساس وفيه شحوم ولحوم وقد كثرت الدعوات له لحضور الولائم التي على شرفه ولو مشى هذا المسؤول وجرفه التيار المصلحي لكان أصبح من أصحب الملايين، لكن أبت نزاهته وأمانته وخوفه من الله أن ينزلق في هذا المنزلق الخطير. ففي العالم العربي أصحاب نظام شيلني وأشيلك كانوا قبل المناصب لا يملكون شيئاً، وفي فترة وجيزة صاروا يملكون مجمعات وأراضي تجارية ومساكن في أغلى الأماكن وأشهرها، ورصيدهم بالملايين فمن أين لهم كل هذا؟، هل وجدوا دجاجاً مثلا كالذي في قصص الخيال يبيض ذهباً وألماساً ليس كدجاجنا الذي يبيض بيضاً مشبعاً بالكولسترول الضار، وإذا أكثرت منه وطالت بك المدة فالقسطرة بانتظارك؟!. [email protected]