11 سبتمبر 2025

تسجيل

الانتخابات المغربية!

12 أكتوبر 2016

يحسب للانتخابات المغربية 2016م ، أنها اتسمت بالنزاهة بشكل كبير، رغم ضعف الإقبال والمشاركة، في منطقة تعودت على المغامرة بالعملية الانتخابية من خلال التلاعب والتوجيه وشراء الأصوات واستخدام الشعارات البراقة القومية والدينية والمذهبية والاثنية والقبلية والعشائرية. وقد وصف الخبراء العملية الانتخابية ونتائجها بأنها تعتبر مؤشرا إيجابيا على حركة الديمقراطية والإصلاح في المغرب التي بدأت عام 2011 . وكان من الممكن أن تكسب العملية الديمقراطية زخما اكبر لو تمت زيادة عدد العاملات (النساء) في الانتخابات، وتحسين عمليات وصول المعاقين إلى مراكز الاقتراع، والسماح للمغاربة الذين يعيشون في الخارج بالمشاركة. العملية الديمقراطية في المغرب، التي تعطي درسا آخر للعالم العربي بعد تجربة تونس، كانت محصلة لعملية توافقية من قمة الهرم الى القاعدة، تمخضت عنها الإصلاحات التي دخلت الساحة السياسية بشكل واسع كان من تداعياتها إنشاء دستور جديد، وتميز بعدد من الحقوق المدنية الجديدة، بما في ذلك الضمانات الدستورية لحرية التعبير ، المساواة الاجتماعية للمرأة واستقلال القضاء ، كما ألغى الملك سلطته في تعيين رؤساء الوزراء عنوة وألزم نفسه أن يعين عضوا من الحزب الفائز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية. وبحسب شهادة صندوق النقد الدولي ، أصبح أداء الاقتصاد المغربي الأفضل عربيا، إذ ارتفع معدل النمو، وانخفض كل من عجز الموازنة ومعدل التضخم، وزاد حجم الصادارت ونمت العلاقات الدولية خاصة مع السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والكويت، ما ساعد على تمويل مشاريع ذات مردود اقتصادي واجتماعي، كالطرق السريعة والموانئ والسدود والمراكز العلاجية الجامعية ، ومشاريع الري والمؤسسات التعليمية، ومؤسسات التعليم العالي، والتكوين المهني، والسكن الاجتماعي، والماء والكهرباء وغيرها. يحسب للإسلاميين في المغرب، الذين حصلوا على غالبية الأصوات من خلال حزب "العدالة والتنمية"، الواقعية السياسية مقارنة مع نظرائهم الآخرين في الدول العربية الاخرى، والتعلم من التجربة في الحكم وتعقيداته والتركيز على صياغة برامج انتخابية حقيقية تتفاعل مع الواقع وليس شعارات دينية براقة وفضفاضة، ومحاربة الفساد، وتبني أطروحة عبد الله بها الذي اكد ان مشكل الفساد بنيوي في المجتمع المغربي، ومواجهته يجب أن تتم بشكل جماعي، وهو شرط ضروري لإنجاح أي إصلاح دستوري أو سياسي. ويعد الخاسر الاكبر الاحزاب اليسارية والاشتراكية، فشعاراتها ارتبطت بأيدلوجية جامدة، وقيادات نخبوية، وشعبيتها تتأكل، ولا تستطيع ان تواكب التغييرات والتحولات المتسارعة في المجتمع المغربي!