29 أكتوبر 2025
تسجيلالمراكز الثقافية الموجودة في الوطن العربي، أو تلك المراكز العربية في الخارج، هل تقوم بما هو مطلوب منها؟! أم أن الثقافة لم تسلم هي الأخرى من التوجهات الحزبية والعقائدية والمذهبية وقس على ذلك أمورا كثيرة.ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع الخبر الذي نُشِرَ مؤخرا حول إغلاق المركز الثقافي الإيراني في العاصمة السودانية الخرطوم، وبعيدا كل البعد عما قيل وسيقال في هذا الموضوع، أليس من الأجدى أن هذه المراكز الثقافية التي تُنشأ هنا أو هناك هي قائمة في الأساس على محور الثقافة والتواصل الثقافي والحِراك الثقافي والتواصل مع المثقفين، ويكون احتكاكها مبنيا على أمور ثقافية خالصة مع الجهات ذات الاختصاص، وتكون الترجمة فيما بينها وحول ما يخصها؟ لماذا لا نسمع بمثل هذه الأمور إلا مع فتور العلاقات مع تلك الدولة؟ أو بلوغ الصراع الطائفي أوجه في المنطقة؟ ألم تعلم أي دولة (بغض النظر عن الدولتين اللتين ذُكِرتا) بما يجري وتقوم به هذه المراكز إلا بعد مدة ليست بالقصيرة، أليس معنى ذلك أن هناك أمورا ربما تكون قد جرت والجهة ذات الاختصاص في غفلتها وغفوتها العميقة؟! أسئلة كثيرة تتوارد في ذهني حول هذه المواضيع ولا أجد لها تفسيرا مقنعا في داخلي، لماذا مثل هذه المراكز والتي تتبع دولا بعينها يدور حولها الكثير من الكلام والشكوك؟! في دولنا العربية الكثير من المراكز الثقافية التي ليس لها صلة بلغتنا أو ديننا أو عاداتنا أو تقاليدنا ومع ذلك تجدها نشطة ولها فعاليات تُشكر عليها، بل وتتواصل مع الجهات ذات الاختصاص بكل تفان وجد، وتقوم بتوجيه الدعوات للمثقف في الداخل للمشاركة في الداخل والخارج وتكون ذات نتاج فعّال على الحركة الثقافية وتواصلها مع الثقافات الأخرى، ودون أن تحوم حولها أي شكوك حول ما تقوم به .. إن المراكز الثقافية لها دور كبير في جمع وتقريب وجهات النظر بلغة راقية وأسلوب مهذب تفرض بهما احترامها على جميع المشاركين والمتابعين والمتعاونين باختلاف آرائهم ومذاهبهم ومعتقداتهم، لهذا أرجو أن تكون هذه المراكز لما أُنشئت له ولا تستغل في أي هدف آخر غير الثقافة.