19 سبتمبر 2025
تسجيللا تبدو الأوضاع في مصر مطمئنة إلى حد الآن في سبيل الخروج من المأزق السياسي الذي ترتب على إزاحة الرئيس المنتخب، فجميع الأطراف متمسكة بمواقفها، وجميع الأطراف متصلبة في آرائها، الأمر الذي يعني الاستمرار في إغراق هذا البلد- الذي نعزه جميعا ونأمل خروجه من أزمته متوافقا متماسكا وقويا- في مستنقع التوتر والعنف، والنكوص عن أهداف ثورة 25 يناير المجيدة إلى أجواء الطوارئ والملاحقات الأمنية والتوترات اليومية. مصر قضت نحو 30 عاما في حالة طوارئ وأزمات متتالية، وطيلة هذه الفترة كانت تتطلع بجمع طوائفها وتياراتها، إلى وجود مناخ ملائم ووضع مناسب يمنح المواطن المصري الأمل في مستقبله، ويعوضه عن الألم في ماضيه، ولم يكن الواقع المناسب لإيجاد مناخ كهذا، غير مناخ يضمن القدر المناسب من الحرية والديمقراطية، الأمر الذي تجلى بعد ثورة 25 يناير، الثورة التي أتت لتحقيق الكثير من آمال المصريين المعلقة منذ سنين طويلة، وقامت نتيجة تراكمات كان لابد من يوم تنفجر فيه ويتصاعد دخانها في وجه النظام الذي اختنق ومن ثم غرق. اليوم تستمر التظاهرات ويتواصل العنف، وكانت آخر هذه المواجهات خروج الآلاف من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي امس استجابة لدعوة "تحالف دعم الشرعية" الذي حث أنصاره على الابتعاد عن ميدان التحرير "لتجنب إراقة المزيد من الدماء" بعد سقوط 77 قتيلا ومئات المصابين في مناطق مختلفة من البلاد في اكثر الاسابيع دموية منذ شهرين. وحذرت وزارة الداخلية المتظاهرين من انها "ستتصدى لاية محاولة للخروج عن الشرعية" او "اي محاولة للاعتصام في ميادين رابعة والنهضة". وأكد بعض هؤلاء أنهم ليسوا من الاخوان وإنما للتعبير عن آرائهم التي ترفض قتل المحتجين. نأمل من الحكومة الانتقالية ومن قادة الجيش مراعاة الوضع الحساس، بفتح حوار شامل يضم جميع المصريين، يسبقه تأكيد لحسن نية بالافراج عن المعتقلين الذين باتت تكتظ بهم السجون، حتى تتحقق أهداف "خريطة الطريق" ويخرج الجميع من هذه الأزمة بأقل الخسائر.