16 سبتمبر 2025
تسجيلأكثر من نصف الأفعال التي يقوم بها الإنسان في يومه، لا ارتجالية ولا اعتباطية. هي أفعال يقوم بها لأنه «تعود» القيام بها. يشرب القهوة صباحاً قبل الفطور لأنه اعتاد على هذا الفعل.. يأخذ الطريق نفسه إلى العمل، لأنه ألف هذا الطريق.. يأكل أمام التلفاز لأنه اعتاد ذلك منذ صغره.. روتينه الصباحي والمسائي عبارة عن عادة وراء عادة، سواء أكانت عادة جيدة أم سيئة. وميزة العادة أن الإنسان يقوم بها بلا تفكير، فلا تُجهد العقل. ولذلك مثلاً، يجد الإنسان نفسه في طريقه إلى العمل قد وصل إلى مقر عمله لا إرادياً، وإن كان سارحاً أو ناعساً طوال الطريق! المؤسف، أن ليست كل العادات جيدة أو بلا تأثير كبير، ولذلك على الفرد أن يهتم بنوع العادات التي يفعلها في يومه، فإما أن يحاول إيجاد عادات جديدة مفيدة في يومه، أو أن يحاول استبدال العادات الجيدة بعادات سيئة! والثانية أصعب من الأولى! في كتابه (قوة العادة) يتكلم الكاتب شارلز دوهيق، عن كيفية زرع عادات جديدة ومفيدة في حياة الإنسان، ويكتب بأن الإنسان يستطيع أن يفعل ذلك إذا التزم بالقواعد التالية: أولاً، أن يخلق الإنسان إشارة أو حدثا يُحفز فيه هذه العادة.. كأن يربط لبسه لملابس رياضية، بالذهاب إلى النادي الرياضي. ثانياً، أن يجعل العادة روتينا، أي أن يفعلها كل يوم حتى تصبح جزءا من يومه وحياته. ثالثاً، أن يكافئ الفرد نفسه في آخر اليوم أو الأسبوع على استمراره بهذه العادة، مثل أن يقول: سأخرج مع أصدقائي في نهاية الأسبوع لو أكلت صحناً من السلطة يومياً! رابعاً، أن يكون متعطشاً لهذه العادة الجديدة، أي أن يضع لها هدفاً.. كأن يقول: سأقرأ كل يوم صفحة أو صفحتين من الكتب كي أصبح مثقفاً ومطلعاً على أخبار الحياة والدنيا. الهدف سيحثه على متابعة العادة. أما لو أراد الإنسان ترك عادة سيئة، فالأمر أصعب قليلاً، فيجب عليه أولاً، أن يفهم سبب قيامه بهذه العادة السيئة، مثل التدخين. يجب عليه أن يعرف لم يدخن؟ هل هو توتر أم ملل أم غير ذلك؟ ثم عليه استبدال هذه العادة، بعادة أخرى تنفعه وتملأ الوقت الذي كان يقضيه مدخناً. من يُسيطر على عاداته، يُسيطر على حياته. الوصول إلى أفضل نسخة يمكن للفرد الوصول لها، يبدأ من تغيير العادات واختيار العادات التي تناسبه للوصول إلى أهدافه. والنجاح مُدرك لمن يجعل عاداته جزءا منه، تخدمه وتخدم مستقبله ومن حوله، فيقوم بها بشكل تلقائي. الطبيب الذي جعل من قراءة المقالات الطبية، عادة يومية، سيترقى في عمله أكثر من الطبيب الذي لا يقرأ المجلات الطبية إلا عندما يستلزم الأمر! الشخص الذي يركض كل صباح، سيصل إلى الوزن المثالي الذي يتمناه مستقبلاً! وهكذا! تغيير العادات، جزء من بلوغ النجاح، وعندما تصبح العادات جزءا من الإنسان سيقوم بها بلا تفكير، وسيصبح تحقيقه لأهدافه في الحياة مسألة وقت ليس إلا!