23 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر أرض الحوار بين الفرقاء الأفغان

12 سبتمبر 2020

المفاوضات التي تنطلق اليوم في الدوحة لإحلال السلام في أفغانستان تعد فرصة تاريخية بحق، من أجل إنقاذ هذا البلد من ويلات الصراع والحروب والدمار التي امتدت لسنوات طويلة، وهذا الهدف يحتاج إلى إرادة من كافة الأطراف لتجنيب البلاد والأجيال المقبلة مستقبلا مليئا بالعنف والحروب. ويبرز دور قطر الهام في تلك المحادثات، باعتبار توجهها الثابت في التوسط لإحلال السلام وحل الأزمات والصراعات بين الفرقاء في جميع أنحاء العالم، وهذا ليس بغريب على دور الدوحة الإيجابي الذي أسفر عن اتفاق سلام بين الولايات المتحدة الامريكية وحركة طالبان في فبراير الماضي، وهو الاتفاق الذي أثنى عليه المجتمع الدولي، في ظل رعاية قطرية سهلت كافة عقبات التفاوض، وصولا إلى الهدف الأسمى في إحلال السلام وبدء تنمية حقيقية في أفغانستان. إن الاتفاق التاريخي الذي وقع في الدوحة هو البداية على طريق السلام في أفغانستان، ليشمل كافة الأطراف الأفغانية بعد أن شعروا بثمار الاستقرار ووقف آلة الحرب. وانطلاقا من هذا الدور تعد قطر بلا شك أرض الوساطة والحوار بين فرقاء الشعب الأفغاني كافة، بما يضع البلاد على طريق الاستقرار والازدهار والتطلع إلى المستقبل، وتحظى قطر بتقدير واحترام دولي كبير، بسبب دورها الإيجابي والمتميز لإحلال السلام في أفغانستان كراعٍ للمفاوضات ومسهل لها، وذلك انطلاقا من الاستمرار في أداء واجبها الساعي لإرساء السلم والاستقرار في أفغانستان. لقد كانت الدوحة الوسيط الموثوق من كافة الأطراف الأفغانية، فضلا عن أن دور الدوحة يحظى بدعم دولي من الأمم المتحدة وكافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، لأن إحلال السلام في أفغانستان ينعكس إيجابا على المنطقة والعالم بأسره، وبذلك أهدت الدوحة العالم تجربة فريدة تعزز السلم والأمن الدوليين. قطر شريك رئيسي وفاعل في صنع السلام في أفغانستان، وهذا الدور لا يمكن لأحد الانتقاص منه أو محاولة تشويهه، مثلما حاولت بعض دول الحصار، ولكنها فشلت وخابت مساعيها، ورغم أن طريق السلام في أفغانستان شاق، إلا أن توفر الإرادة والرغبة الجماعية سوف يمكن الشركاء هناك من الوصول لصيغ مشتركة ومراعاة مستقبل البلاد.