10 نوفمبر 2025
تسجيلفي القانونِ الدَّوليِّ، يُنظَرُ إلى حلفِ الحصارِ كدولٍ تُهدِّدُ السِّلمَ والأمنَ الدَّوليينِ. ومن منظورٍ إسلاميٍّ، يُعْتَبَرُ (الأشقاءُ) الفئةَ الباغيةَ التي لا تريدُ الجنوحَ إلى السِّلمِ. ورغمَ العنترياتِ والمراهقةِ التي تتسمُ بها سياساتُها تجاه بلادِنا، إلا أنَّ قياداتِها أيقنتْ أنَّ المجتمعَ الدوليَّ لم ولن يسمحَ لها باللجوءِ لخيارِ العدوانِ العسكريِّ ضدنا، فلم يبقَ في جُعبةِ تآمُرِها وغدرِها إلا اللجوءَ إلى أسلحةٍ تضرُّ بها أكثرَ بملايينِ الـمراتِ من إضرارِها بنا. ولنقرأ ذلك في النقاطِ التاليةِ: 1) تحطيمُ التابو السياسيِّ: التابو، مصطلحٌ يُقْصَدُ به الأمورُ المحَرَّمَةُ سياسياً واجتماعياً. وكما نعلمُ فإنَّ أولَ تابو في دولِ الخليجِ العربيةِ هو الارتباطُ العضويُّ بين الحاكمِ والشعبِ والدولةِ، حتى صارَ المسُّ بالحاكمِ تهديداً للنظامِ السياسيِّ والاجتماعيِّ. لكن (الأشقاء) حطموا هذا التابو، وفتحوا البابَ لهبوبِ نيرانِ الفتنِ والخرابِ على خليجِنا، حين مارسوا، بغباءٍ، لعبةً قذرةً تقومُ على إطلاقِ جيشٍ من السياسيينَ والإعلاميين والتويتريينَ لينالوا منْ سموِّ الأميرِ المفدى، شخصاً كريماً وشخصيةً اعتباريةً ساميةً، مما جعلَ الانحطاطَ نَهجاً مقبولاً لدى شعوبِهِم نفسِها، وصارَ البابُ مُشرَعاً أمامَ الغوغاءِ لينالوا من كلِّ شخصيةٍ ذاتِ شأنٍ في دولِهِم قبلَ غيرها. 2) مُتلازِمةُ كوتار: وهي اضطرابٌ نفسيٌّّ يتوهمُ المصابُ به بأنه ميتٌ، فينكرُ وجودَ جسدِهِ أو جزءاً منه، ويعاني أوهاماً وتَخيُّلاتٍ، ويُهملُ النظافةَ والعنايةَ بجسدِهِ. ولو نظرنا إلى استحضارِ (الأشقاءِ) للتاريخِ، فسنجدُ أنَّهم مصابونَ بهذهِ المتلازمةِ بدرجاتٍ مختلفةٍ. فمثلاً؛ يهددُنا بالغزوِ القردُ المرحُ، شاعرُ القصرِ: مشعل الحارثي، عبر استحضارِ تاريخِ الدولةِ السعوديةِ الأولى: 1744 — 1818م في قصيدةٍ ركيكةٍ له، لكنه يتناسى عامداً جزءاً مهماً من تاريخِ الدولةِ السعوديةِ الثانيةِ: 1818 — 1891م. فحين سقطتْ، استضافَ المؤسِّسُ، الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، الأميرَ عبد الرحمن بن فيصل وزوجاتِهِ وبناتِهِ وأبناءَهُ الذين كان أحدُهُم صقرَ العرب: الملك عبد العزيز، رحمهم اللهُ جميعاً. وحين يتشدَّقُ بعضُهُم بتحريرِ الكويتِ، ويَمُنُّونَ على الكويتيينَ، فإنهم يتناسونَ بطولاتِ الجيشِ القطريِّ في الخفجي. وكذلك الأمرُ في تشدُّقِهِم (ببطولاتِهِم) في اليمنِ، حيث لا يذكرون شهداءَنا وجرحانا على الحدِّ الجنوبيِّ للمملكةِ. وكلُّ ذلك يشيرُ إلى أنَّ متلازمةَ كوتار أنْسَتْهُمْ وجودَ الحقِّ والأخلاقِ، فصاروا يهذون بعفوناتِهِم. 3) فَتْحُ صندوقِ باندورا: في الأساطيرِ اليونانيةِ، أنَّ زيوس، كبيرَ الآلهةِ الوثنيةِ، أهدى ابنتَهُ باندورا صندوقاً فيه كلُّ شرورِ البشريةِ، وأمرها ألَّا تفتحَهُ، لكنها فتحتْهُ فخرجتْ كلُّ الشرورِ ولم يبقَ فيه إلا اليأسُ. ولو نظرنا إلى محاولاتِ (الأشقاء) البائسةِ الفاشلةِ لفَرْضِ شخصٍ على بلادِنا، مُتخطينَ القانونَ الدَّوليَّ ومبادئ حُسْنِ الجوارِ، فإننا سنرى ملامحَ انبعاثِ كلِّ الشرورِ في خليجِنا العربيِّ. وآخرُ محاولاتِهِم هي سعيُهُم لجَمْعِ رُعاعِ مطلوبينَ في قضايا جنائيةٍ في بلادِنا ليعقدوا مؤتمراً لهم في لندن (كمعارضينَ)، ويتناسون وجودَ معارضينَ سعوديينَ وإماراتيينَ في أوروبا والعالم. إنَّ (أشقاءَنا) يعلمونَ أنَّ دولَهُم لا تمثلُ نموذجاً سياسياً وحضارياً وديمقراطياً مُشرِّفاً يمكنُهُم تقديمُهُ للعربِ والمسلمينَ والعالَمِ، لكنهم يُصرُّونَ على فَتْحِ صندوقِ باندورا الذي سَتَعمُّ شرورُهُ المنطقةَ، ولن تستثني أحداً. وبعد اللقاءِ الذي جمعَ بين سموِّ أميرِ الكويتِ والرئيسِ الأمريكيِّ، يوم الخميسِ الماضي، وتحدثَ فيه عن الغزوِّ العسكريِّ الذي خطط له (الأشقاءُ)، قاموا بإنكارِ ما قاله سموُّه. وبعد نصفِ ساعةٍ على الاتصالِ الهاتفيِّ بين سموِّ الأميرِ المفدى ووليِّ العهدِ السعوديِّ، قام السعوديون بإنكارِ ما أعلنته بلادُنا بشأنِهِ، مما جعلنا نشعرُ بالعطفِ عليهم، فقد ساقَتْهُم أبو ظبي إلى الهاويةِ التي سقطوا فيها أخلاقياً وسياسياً، وكشفوا بعد سقوطِهِم عن أمراضِهِم النفسيةِ.