10 سبتمبر 2025

تسجيل

تغليب أمن إسرائيل على أمن الشعوب!

12 سبتمبر 2013

اكتنف الغموض مجدداً، مستقبل الشعب السوري بعدما لاحت في الأفق أحداثاً وتطورات جديدة لا تبدو بالنسبة لهذا الشعب المغلوب على أمره، إيجابية أو تحمل أي مؤشر على انفراج أزمته. فالمبادرة الروسية بما تضمنته من بنود وموافقة الطرف السوري الرسمي عليها كانت أول وأكبر عثرات الحل العسكري الذي بدأ المجتمع الدولي يلوح به في وجه الأسد، فقد تراجع الموقف الأمريكي عن دعم توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد بعد استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه قبل أيام، ولحق به خذلان جديد للمجتمع الدولي تجاه نفس الأزمة. بل إن أكثر ما يدعو للإحباط في هذه المشهد المتناقض، هو اعتراف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن ثمة فشلا جماعيا في حماية الشعب السوري قد وقع، وكذلك تشديده على أن الإخفاق الجماعي في منع جرائم وحشية في سوريا خلال العامين والنصف الماضيين سيبقى عبئاً ثقيلاً على كاهل الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها. ليس ذلك فحسب بل إن كاثرين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي دعت أمس أعضاء مجلس الامن الدولي لتحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب السوري، وقالت لهم إنه من المؤسف جدا انهم لم يتحملوها. إذا ما قورنت مواقف المجتمع الدولي تجاه الوضع السوري، بمواقفه تجاه أمن إسرائيل سيبدو جلياً أن كلا الأمرين لا يستويان، الأمر الذي يؤكد أن المجتمع الدولي لايحرص على الشعب السوري ولا على حمايته أو إنقاذه، بقدر ما يهرول هرعاً تجاه اسرائيل إذا ما أعلنت يوماً أن شيئا ما قد يهدد أمنها في المنطقة. فهل اذا تعرضت اسرائيل لنصف ضربة كيميائية كالتي قصف بها الأسد شعبه، سيطول صمت المجتمع الدولي كما هو الحال هذه الأيام؟!