11 سبتمبر 2025

تسجيل

تبادل الأدوار

12 سبتمبر 2013

كلنا يعرف أن الله تعالى قد خلق لكلٍ دورَه في الحياة، وجعل له المقومات التي تؤهله لهذا الدور فيها، وحين خلق الأزواج جعل لكل منهم دوره ومواصفاته ليكمل الآخر، وليسد كل واحد منهم الجوانب التي تعنيه في الحياة الزوجية، لتصبح سعيدة ومتزنة. فقد جعل الله عز وجل الرجل قوياً وقادراً على العمل الصعب، صبوراً ومتحملاً لظروف العمل خارج البيت، وأعطاه القوامة وحمله المسؤولية بناء على ذلك، فقال عز من قائل: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم"، وبالمقابل جعل من المرأة الجزء الحنون المدبر الذي يصبر على ألم الحمل والإنجاب والتربية، وحين يحتاج الزوج للراحة من معاناة العمل، والمواقف الصعبة وضغط العمل، فإن الزوجة هي ذلك الجزء اللين الذي يفترض أن يستوعب الرجل، ويخفف عنه ويحتويه، ليخرج من العناء إلى الاسترخاء، حتى يستطيع أن يكمل الطريق بنشاط جديد. هذا هو دور كل من الزوجين إلى جانب التكاليف السماوية التي جعلها الله عز وجل مرتبطة بطبيعة الرجل والمرأة، من أجل أن تكون حياتهما حياة مودة وسكينة، ولتكون الأسرة المسلمة لبنة صالحة في بناء المجتمعات القويمة.. ولكن ما يحدث الآن في كثير من الأسر في مجتمعاتنا هو العكس، وذلك حين يحصل تبادل الأدوار بين كل منهما، فتتحول المرأة لأداة لتوفير المال؛ فتعمل ليلاً ونهاراً من أجل توفيره، ويكتفي الرجل بالبقاء في المنزل من أجل تربية الأبناء والاهتمام بشؤون المنزل، أو حتى العمل الجزئي الذي لا يفي بالغرض الأساسي منه، وهنا تكمن الكارثة التي تودي بكيان الأسرة، لأن الله تعالى لم يعط الرجل القوامة عبثاً، بل "بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم"، يغفل كثير من الأزواج عن السعادة والمتعة الحقيقية التي تتحقق، حين يقوم كل منهم بدوره فتسير الحياة بينهما بسلاسة ومودة ورضا من الطرفين، مما يحقق لهما الهدف الأسمى من الزواج وبناء الأسرة، ولو عرف كل منهم تلك السعادة، لما تخلى عن دوره طمعاً في لعب دور الطرف الآخر، ولفضل أن يكتفي بدوره الذي شرعه له الخالق سبحانه.