الحق في التعليم في بيئة آمنة

منذ أكثر من 300 يوم، يتمادى الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم بشعة ووحشية تشكل إمعانا في استباحة كل المحرمات والأعراف والقوانين والقرارات الدولية وانتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة. ولعل واحدة من أسوأ الانتهاكات والجرائم التي ظل الاحتلال الاسرائيلي يستهدفها بشكل ممنهج هي المؤسسات المدنية وفي مقدمتها المنشآت التعليمية والمدارس في قطاع غزّة والتي تحولت إلى أماكن لإيواء النازحين من النساء والأطفال، من بينها الجريمة المروعة والوحشية التي وقعت فجر السبت وهي استهداف مدرسة التابعين بغزة التي يفترض بها أن تكون مكاناً آمناً للطلاب وللنازحين الفارين من ويلات الحرب. وفي هذا السياق، جاءت إدانة مؤسسة التعليم فوق الجميع، التي تعتبر واحدة من أكبر المؤسسات العالمية في مجال التنمية والتعليم، لهذا القصف، باعتبار أن هذا الهجوم يعد جزءًا من سلسلة مستمرة من الاعتداءات على المنشآت التعليمية والبنية التحتية في قطاع غزة، وهو انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي كونه استهداف لملجأ مدني. وانطلاقا من إيمانها بالدفاع عن الحق العالمي في التعليم في بيئة آمنة ومستقرة، ومبادراتها العالمية فيما يتعلق بحماية التعليم من الهجمات، جاء نداء صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أمس، للعالم بأن يتحد الجميع من أجل حماية التعليم في كل مكان، وهو نداء يأتي في ظل تسجيل حدوث حوالي ثماني هجمات على التعليم يومياً، خلال العامين الماضيين، مما أدى إلى الإضرار بعشرات الآلاف من الطلاب والمعلّمين حول العالم وحرمان أعداد لا تحصى من الأطفال والشباب من أحلامهم أو حتى من حياتهم. إن العالم ومؤسساته المعنية وفي مقدمتها مجلس الأمن والجمعية العامة، وكل الدول المحبة للسلام مطالبة بالتحرك الفوري لوقف هذه الدوامة من الإرهاب والموت والدمار التي يفرضها الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتي لا تستثني شيئا، والعمل على إجبار الكيان الإسرائيلي احترام القانون الدولي.