22 سبتمبر 2025
تسجيلمثلما فعلت في الكثير من الملفات الإقليمية والدولية، لعبت دولة قطر دوراً محورياً في تيسير الحوار بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وصولا للاتفاق بين البلدين على تبادل إطلاق سراح عدد من السجناء وإنشاء قناة مصرفية تعالج عدداً من المسائل المتفق عليها بين الطرفين وعلى رأسها رفع الحظر عن جانب من الاموال الايرانية المجمدة، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية امس، عن بدء عملية الإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية التي صادرتها الولايات المتحدة في كوريا الجنوبية لعدة سنوات، مؤكدة حصولها على الضمانات الكافية لإيفاء أمريكا بالتزاماتها في هذا الصدد. لقد كان دور دولة قطر كميسر حيوي ووسيط دولي موثوق بين الطرفين حاسما للدفع نحو هذا الاتفاق، حيث حرصت قطر، بناء على التوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وانطلاقا من إيمانها بضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية والدبلوماسية والحوار لفض النزاعات الدولية، على بذل كل الجهود اللازمة لانجاح المفاوضات، وذلك من خلال تكثيف زيارات المسؤولين القطريين إلى واشنطن وطهران لنقل رسائل وتقريب وجهات النظر وتقديم المبادرات الإيجابية للطرفين. إن هذا الاتفاق بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والولايات المتحدة، والذي يعكس ثقة الطرفين في دولة قطر كوسيط محايد وشريك دولي موثوق في مجال فض المنازعات الدولية بالطرق السلمية، ليس سوى خطوة أولى من شأنها أن تعطي الكثير من الزخم الإيجابي للجهود القطرية المستمرة في العديد من الملفات العالقة بين البلدين، وتزيد التفاؤل بإمكانية نجاح هذه الجهود في الوصول إلى المزيد من التفاهمات بين واشنطن وطهران وفي مقدمتها العودة إلى الاتفاق النووي، تعزيزا للاستقرار في المنطقة.