12 سبتمبر 2025

تسجيل

يكفيني أني قطري

12 أغسطس 2021

مما يؤسف له ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة منصة تويتر التي باتت بؤراً للفتنة والشائعات والتكهنات أكثر من كونها أي شيء آخر، ولقد لفت نظري مؤخرا الجدل القائم حول شرط الترشيح والانتخاب وما إن ظهر هذا الشرط حتى قامت معه الدنيا ولم تعرف إلى الآن سبيلها للقعود !!! ولعلي أستغرب ردود الفعل التي اتصفت بالمبالغة والتضخيم الذي جاوز الحد في بعض منها في طريقة طرحها وكيفيتها، فهل هذه البدايات التي نأملها؟! فعند أول نقطة اختلاف يبرز لنا هذا التناول الفظ والنهج في تعاطي الاختلاف أو إبداء الاعتراض، فعندما نرى ذلك الآن وقبل قيام المجلس فماذا نرتجي بعد هذا؟ وكيف لي كناخب أن أنتخب أفرادا يدينون بالولاء لمثل هذه السلوكيات فيتخذونها مسلكاً في حل المشكلات واتخاذ القرارات فغداً ربما تتعارض وتختلف مع أعضاء المجلس فهل سيكون هذا ديدنك؟!! وأشعر بالأسف حين أجد مجموعة من المثقفين وأصحاب الرأي وقد انزلقوا وانغمسوا في مثل هذا الركام الذي يرين على عقول البعض !! ولو غيرنا زاوية الرؤية وامتنعنا عن التعلق في ماضي شجرة العائلة وانتقلنا بالنظر إلى الحاضر فجميعنا قطريون وكفى وحسبنا أن نرتقي وجدانياً بعمق هذا المعنى، إذ تجمعنا هذه الأرض الطيبة وعلينا أن نحرص على ترابطها وتوادّها وتطورها وازدهارها، ومن منطلق الآن ومن أكون فحريٌّ بنا أن نعمل على إنجاح الخطوات الأولى نحو المشاركة الشعبية وأن نطلب من الله أن يعين من سيكون في موقع المسؤولية والتكليف. ولا أعتقد أن الدولة تنوي أن تظلم أحداً بدليل أنها قد شاركت القطريين جميعاً في فرص اعتلاء مختلف المناصب القيادية والوزارية ولم تستثنِ أحداً !! فلمَ نقف عند نقطة قد يكون للدولة فيها وجهة نظر واعتبارات أخرى لم تصل إليها مداركنا، ولم نسعى للفوضى والقلقلة في حين أننا على ثقة ويقين في قياداتنا وأنهم لن يختاروا لنا سوى الأصلح والأفضل دائماً وهذا المجلس ما هو إلا واحداً من الأدلة والبراهين الكثر على صدق ذلك. فأين العقل والحكمة والنظرة العميقة البعيدة من ذلك؟ وأين ما تعلمناه كشعب مترابط متين متلاحم أثناء وبعد الأزمة الخليجية؟! من إبقاء الأسرار في بيوتها وأن نقضي حاجاتنا بالستر والكتمان "وحلها في بيتها كما يقال" حتى لا نسمح بمن تُسول له نفسه مجرد التفكير في الطعن في دولتنا، فالمحب لا يهون عليه أن يُخدَش حبيبه ولو بقشة! أو تجرحه نسمة حارة عكِرة؛ فكيف بسمعة وطن؟! التي تتربص بها جيوش الذباب الحاقد والأبواق الناعقة الخبيثة وأين نحن من قول الله تعالى "وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ"، فمهما بلغت الحاجة فإيثار الوطن على النفس ومساربها الغاوية لهو ضرورة حتمية ومسؤولية واجبة خاصة في مثل هذه الظروف. يجب أن نعي أننا في دولة الخير والعز والأمان ونحن مغبوطون على حياتنا الكريمة الرغيدة وما فيها من نعم الله علينا ومن أعظم النعم التي تستثير حسد الحاسدين وتملأهم ناراً وسعيراً نعمة الحكومة الرشيدة التي تتطلع بِكُم إلى المعالي وتسعى لأن يكون لواء الوطن سامقاً شامخاً على جميع الأصعدة وتهدف لنمائكم وتمنحكم فرص التطور والبناء إيماناً وتقديراً لدوركم وأهميتكم. وتستوقفني نقطة أخرى شعرت حيالها بالأسى والألم، حين قام البعض بمقارنة موقفهم الذي يعد واجباً وطنياً صادقاً إبان الأزمة بما يحدث الآن، وأتساءل ما دخل هذه بتلك؟!! وكيف يمكن لمواطن أصيل أن يطالب وطنه برد الولاء الذي هو صفة أصيلة في المواطن الحق وهو حق عليه أن يؤديه؟! الولاء للوطن حق وواجب على كل من يعيش على هذه الأرض فكيف بمن يدعي الأصالة أن يمنن به وقد نهانا الله عن هذا الفعل؟!! إنها والله لطبيعة الأثرة الضيقة والأنانية المجحفة التي تترعرع في محيط التعصب البغيض. وكأني أرى أن جميع جهود الدولة في البناء والتطور والتنمية في هذا المواطن قد انقضت كما ينقض الجدار من أساساته، فهذه الطبيعة الخوارة والجبلة الهابطة المتداعية التي تعصف بكل امتنان وحمد وشكر عند أول منعطف ومحك حقيقي، والنفس وإن تركت لنوازعها ولم يردعها العقل فإنها تجور وتفري وتقع في المستنقعات والأوحال. ولطالما كانت دولتنا دولة الأمان والرخاء والسماحة؛ فلنستجيش مشاعر الأخوة، فلا تفرقنا العصبية والقبلية، ولا يمكن للقلق أن يعربد في النفوس المستقرة طالما كان هدفنا واحداً ولتكن نظرتنا في ذلك نظرة شمولية تفاؤلية نحو الأمام فنحن نحاول الخروج من عنق الزجاجة لا السقوط في قعرها، لتحتفظ هذه النقلة بمكانها السامق السامي من الرقي الذي عهدناه دائماً في أبناء هذا الوطن. [email protected]