21 سبتمبر 2025

تسجيل

الحوار والشراكة

12 أغسطس 2018

تواجه العلاقات الثنائية بين تركيا والولايات المتحدة هذه الأيام أكبر التحديات في تاريخها، حيث اتخذت الخلافات بين العاصمتين في الأسابيع الأخيرة مسارا تصعيديا من شأنه الإضرار بمصالح الشعبين في البلدين الحليفين والشريكين.  تركيا والولايات المتحدة شريكان إستراتيجيان وعضوان في حلف شمال الأطلسي الناتو منذ 60 عامًا، وجابهتهما معًا الكثير من الصعوبات المشتركة في فترة الحرب الباردة وما بعدها. وفي معظم الأوقات كانت أنقرة وواشنطن في جانب واحد لمواجهة التحديات في مختلف أنحاء العالم.  الولايات المتحدة هي القطب الدولي الأكبر وربما الدولة الأكثر تأثيرا في العالم، وكذلك تركيا دولة تتمتع بنفوذ وثقل إقليمي كبير ومؤثر ليس في قضايا المنطقة والعالم الإسلامي فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى مناطق عديدة أخرى في العالم، وهي إلى جانب كل ذلك عضو أساسي ولها دور بارز في حلف الناتو، فضلا عن كونها تستضيف في أراضيها قاعدة أمريكية كبيرة في مدينة أنجرليك في جنوب البلاد، تستخدم كمركز عمليات في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. ما يجمع أنقرة وواشنطن، هو مصالح مشتركة ومتشابكة، لن يؤثر عليها خلاف عابر في قضايا قابلة للحل في إطار حوار ثنائي، يجنب البلدين أي هزات تضر بمصالح الشعبين، ومشاركة البلدين الإستراتيجية. الطريق لتجاوز الأزمة بين واشنطن وأنقرة، يبدأ بالحوار البناء من الجانبين وإنصات كل طرف إلى شواغل وملاحظات الطرف الآخر والتجاوب معها بما يعزز الشراكة طويلة الأمد التي بناها الجانبان على مدى عقود.