14 سبتمبر 2025

تسجيل

من يستحق تناول الكعكة؟

12 أغسطس 2014

حلاوة الكعكة تجعلك تترقب لحظة حصولك عليها؛ لذا ولكي يكون لك ما تريد فلابد وأن تفعل كذا وكذا، وهو ما يمكن أن يختلف باختلاف المهام التي ستقودك للمُراد بحسب ما تفرضه النوايا التي تصلب إرادتك المختلفة (تماماً) عن كل من يحيط بك ويكون من حولك، ولكنه يحلم بتناولها، تلك الكعكة كما تفعل، والحق أنه ما سيكون إن بادرت بما يجدر بك فعله وعلى خير وجه؛ كي تفوز بالكعكة، وإلا ومتى فشلت في ذلك لخسرت الكعكة، ولتحسرت على حلاوتها التي ستكون من نصيب غيرك ممن جد وحصد ما يليق بجهوده.إن سعيك في هذه الحياة، ثم جدك واجتهادك، إضافة إلى كل تلك التفاصيل التي تحرص عليها هي الدعائم التي ترفع من شأنك، وتسمح لك بأن تتقدم على غيرك وإن كان ذلك بخطوات متى اجتمعت لأدركت حجم المسافة التي قطعتها وأنت في طريقك نحو القمة، المذكورة في غرة المقال، وعُرفت على أنها (الكعكة)، التي يرغب القلب بتذوق حلاوتها، ولكنه لا يفوز بذلك حتى يخلص بجده واجتهاده، ويعطي وهو يدرك معنى العطاء دون أن ينتظر من يقابله به أولاً؛ كي يبارد وفي المقابل كردة فعل كان الأفضل إن بدرت منه كفعل لاشك سيليق به.في الحياة من يحلم بتلك الكعكة ويرغب بها وبشدة؛ لذا يبذل الكثير من الجهد في سبيل الحصول عليها مهما كان الثمن، ولأن العدل (سُنة الحياة) التي تتبعها، فلاشك بأن ما قد سعى إليه ومن أجله سيغدو من نصيبه وإن كان ذلك في المقام الأخير، مما يعني أن ما تريده وإن تأخر في الوصول، وتأخرت وفي المقابل في الحصول عليه فلاشك بأنه ما سيكون لك، وكل ما عليك فعله هو الالتزام بكل ما عليك من مهام دون تقاعس أو استسلام لكل عقبة يمكن بأن تقف لك بالمرصاد؛ لتعاكسك وتعكس اتجاهك فتبتعد عن مسارك، الذي يحمل لك (الكعكة) في نهايته، التي ما أن تصل إليها حتى تنعم بما كنت تريده كما تريد. في الحياة أيضاً من يحلم بتلك الكعكة، ولكنه لا يبذل أي شيء في سبيل الحصول عليها سوى انتظارها؛ كي تُقبل عليه، وتتقدم إليه، وتقدم نفسها له؛ ليتمتع بحلاوتها وهو من لم يتقرب منها وإليها بتاتاً، ويمكن بأن يُعرف هذا الجنون الذي يُنادي به بـ (المستحيل) وذلك؛ لأن العقل سيترهل من زيادة المماطلة في عملية تصوير ذاك الوهم، الذي يجسد له فكرة أن الكعكة ستقبل عليه، وسيصفعه في النهاية بحقيقة أنه قد خرج من الحفلة دون تناول الكعكة وذلك؛ لأنه ومن الأصل لم يدخلها ولن يفعل حتى يقرر وينفذ ذلك فعلاً؛ ليلحق بمن سبقه، ويدرك ما قد فاته بإذن الله، ولنا أن نقول بأن الخيار خياره وحده. حقيقة فإن حقك من تذوق الكعكة هو حقك وحدك، ولأن الأمر يتعلق بك فإن الخيارات المُتاحة ستخضع لتصنيف مزاجيتك، وهو ما لن يُشاركك به أي أحد؛ لذا فلتتذكر بأن تفعل ما يحلو لك كما يحلو لك ولكنه ما يجدر بأن يكون ضمن إطار شرعي يبيح لك كل ما تنوي الوصول إليه؛ كي تفوز بكعكتك، التي سبق وأن ذكرنا بأنها لن تكون سوى على رأس القمة المنشودة، التي نسأل الله بأن يكتبها لك ولنا ولكل مجتهد يسعى إليها اللهم آمين.وأخيراً: فلتتذكر بأن من يجتهد هو من يستحق تناول الكعكة، فإن فعلت فلاشك بأنها من نصيبك.