26 سبتمبر 2025

تسجيل

دموع سانشيز.. وابتسامة ايسانبييفا!

12 أغسطس 2012

انخرط البطل وهو فوق منصة التتويج في نوبة بكاء ودموعه تنهمر على وجهه دون توقف، إنه بطل الدومنيكان فليكس سانشيز حامل ذهبية سباق 400 متر حواجز في ألعاب القوى بأولمبياد لندن. كان بكاء حارا لم يتوقف حتى لحظات عزف السلام الوطني لبلاده لذلك حظي بتعاطف الجميع ووقف جميع من في الملعب الأوليمبي بلندن ليحيي البطل في لحظات العاطفة الجياشة التي انتابته وهو على منصة التتويج ليتلقى سانشيز تصفيقا حارا من لامين دياك رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى وسباستيان كو العداء البريطاني الأسطوري ورئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن وكل من احتشد فوق مدرجات الملعب لمتابعة فعاليات أم الألعاب. * إن الدموع ليست وسيلة فقط للتعبير عن الحزن بل هي أيضاً قد تكون تعبيرا حقيقيا عن الفرح الكبير بعد تحقيق إنجاز بطعم الذهب، كما أن الشحنة العاطفية تجاه الوطن والإحساس بالفخر عندما تكون سببا في إسعاد بني وطنك وأهلك وعائلتك، ورغم أن سانشيز تعود على طعم الذهب والفوز وتحقيق الانتصارات إلا أن هذا النجم الذي بلغ سن الخامسة والثلاثين ضرب أروع الأمثال في الانضباط وبذل الجهد لمواصلة حصد الإنجازات مهما تقدم العمر. * لقد قال سانشيز بدموعه التي غمرت وجهه في لحظات عاطفية غامرة كل شيء وعبر عن نفسه بصورة واضحة لا تقبل الالتباس حتى ولو أنه فشل في كبح جماح عاطفته التي غمرته في لحظات تاريخية وهو يرى بعيون ملأتها الدموع علم بلاده يرتفع في سماء لندن محققا ميدالية استثنائية لبلاده التي يحبها ويعشقها. * إن اللحظات المؤثرة التي شاهدها العالم تعد تعبيرا حقيقيا عن الرغبات الداخلية التي تختلج في نفوس الأبطال والبطلات الذين يبذلون الجهد لسنوات طويلة من أجل هذه اللحظة التاريخية فداخل كل بطل أو بطلة رغبة جامحة لرفع اسم بلاده ووضع بصمته في الألعاب الأولمبية التي تعتبر أكبر تجمع رياضي في العالم، كما أنها تمثل لحظة ينتظرها الجميع على أحر من الجمر لأنها تمثل لحظة الحصاد الحقيقي وبلوغ سلم المجد. * الآن وقد عاد سانشيز إلى منصة التتويج الأولمبية بعد أن خانته الإصابة في أولمبياد بكين عندما أجبرته على الانسحاب من الدور نصف النهائي وفشل بالتالي يومها في المحافظة على اللقب الذي حققه في أولمبياد أثينا فلربما كان هذا واحدا من الأسباب التي أججت عاطفة هذا البطل الاستثنائي الذي يشرف على المشهد الأخير في حياته الرياضية المرصعة بالإنجازات. * لقد هزت دموع سانشيز الكثيرين من الذين تابعوا بمشاعر التعاطف هذا النجم الذي رفع من شأن الدومنيكان التي لا يعرف عنها الكثير، لكن وبفضل فليكس سانشيز هاهي الدومنيكان ملء السمع والبصر، إنها الرياضة التي تقدم الوجه المشرق مهما اتسعت رقعة الظلام. * إنه الإيمان بالذات والثقة بالنفس التي حركت سانشيز ومنحته القوة الدافعة والطاقة الانفجارية التي سمحت له بتخطي الجميع إلى لحظة عاش فيها قمة المجد الأوليمبي ولو في غمرة الدموع التي شكلت أجمل لوحة في نهاية يوم أوليمبي حفل بالكثير من الإثارة والعاطفة التي جسدتها دموع فيلكس سانشيز إذا ما قورنت بابتسامة الروسية إيلينا ايسانبييفا بطلة القفز بالزانة والتي رغما عن الإحباط الذي أصابها بعد فشلها في إحراز الذهبية والاكتفاء بالبرونزية، لم تطفئ ابتسامتها ولم تذرف دموع الحزن.