11 سبتمبر 2025

تسجيل

شعب سوريا يرسم طريق الكفاح من أجل الحرية!

12 أغسطس 2011

شعب سوريا خرج يطلب الحرية ولن يعود إلا منتصراً رغم الألم الذي يمزق الوجدان، والحزن الذي يوجع القلب ويعذب الضمير على إخواننا السوريين الذين يتعرضون لحرب إبادة على يد الطاغية بشار الأسد إلا أنني أرى في الأفق أضواء انتصار ثورة الشعب السوري الذي يرسم بدمه طريق الكفاح من أجل الحرية. والحرية رائعة الجمال وتستحق كل ما نبذله من أجلها، وبدون الكفاح من أجل الحرية لا تصبح للحياة قيمة... فالذين يكافحون من أجل الحرية هم الذين يتذكرهم التاريخ بفخر، أما أعداء الحرية من الطغاة المستبدين فلن يكون مصيرهم أفضل من بن علي وحسني مبارك. ومن المؤكد أن بشار الأسد هو طاغية تعلم من أبيه فن قتل السوريين وظلمهم وقهرهم. الأسد الكبير كان له دور مهم في تسهيل احتلال إسرائيل للجولان عام 1967 وقام بسحب الجيش السوري أمام القوات الإسرائيلية دون أن يطلق هذا الجيش رصاصة واحدة على إسرائيل. وظل يحافظ على أمن إسرائيل، وكان سبباً في التقليل من إمكانات تحقيق نصر حاسم على إسرائيل عام 1973، حين تراجع أمام الجيش الإسرائيلي وهو ما أجبر مصر على عدم تطوير الهجوم، وتحرير سيناء بالكامل. والأسد ظل رابضا لسنوات طويلة لم يفكر فيها في تحرير الجولان، لكنه ظل يطلق على نفسه زوراً لقب الممانعة، وهو لم يمانع إلا عبر صحف متخلفة لا تنشر إلا مقالات يكتبها المنافقون مدحاً في شخصه. وهو يمانع أيضاً عبر عدد من محطات الإذاعة والتلفزيون التي لا تقل تخلفاً عن صحفه، والأسد يحافظ على أسوأ نظام إعلامي في العالم حيث تمنع الرقابة نشر أية كلمة نقد.. وهناك خصومة تاريخية بين هذا النظام الإعلامي وحقائق الواقع. كما أنه أسوأ نظام طائفي حيث حول العلويون سوريا الجميلة إلى عزبة خاصة يمتلكون كل شيء فيها، ويقهرون كل سكانها من الطوائف الأخرى خاصة السنّة. في عام 1982 ارتكب نظام الأسد مذبحة تشكل عاراً للإنسانية كلها حيث دفع جيشه إلى احتلال حماة وإبادة أكثر من ثلاثين ألفاً من أبنائها... لماذا؟! كانت كل التهمة التي أباد الأسد شعب سوريا من أجلها أن هناك عدداً كبيراً من الإخوان المسلمين ينتشرون في سوريا، وأن الناس في سوريا يحبون الإخوان لصدقهم وتاريخهم المشرف وخدمتهم للناس. بعد المذبحة قام الأسد باعتقال الآلاف من الإخوان وتعذيبهم، وأصدر أغرب قانون في التاريخ يعاقب بالإعدام على الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، ومارست أجهزة الأمن الدور الذي قامت به محاكم التفتيش باستخدام كل أشكال التعذيب والإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان. ولكن لماذا لم يتحرك العالم ضد النظام السوري التفسير الوحيد لذلك هو أنه نظام يحمي أمن إسرائيل؟ وهكذا لم يتحرك الليبراليون في العالم وسيدتهم أمريكا للدفاع عن شعب سوريا الذي يتعرض للإبادة. ويستند الأسد في حكمه على حزب واحد هو البعث الذي يدعي الدفاع عن القومية العربية، بينما كان لهذا الحزب دور خطير في تفكيك العرب وضرب كل مقومات الوحدة بينهم، وهو حزب لا يقل بشاعة وقبحاً عن الحزب الوطني في مصر. أما الانتخابات التي أجراها النظام فكلها مزورة وهذا يعني أن بشار الأسد قد ورث عن أبيه الحكم بالتزوير وليس له شرعية. وقد أعجبت تجربة نقل السلطة من الأسد الأب إلى ابنه بشار الطاغية حسني مبارك الذي أراد أن يكرر التجربة، ولكن بشار لم يحاول أن ينظر إلى مصير نظيره جمال الذي كان يتم التخطيط لتوريثه فإذا به يقبع الآن بجانب أخيه في سجن طره. ألم يشاهد صورة مبارك وهو يرقد ذليلاً في قفص الاتهام، ويعرف أن مصيره لن يقل عن مصير مبارك. أما شعب سوريا فإنه قد خرج يطلب الحرية، ولن يعود إلا منتصراً... وشهداء شعب سوريا يرسمون لنا ملامح المستقبل، لقد فازوا بالجنة، وسيفوز شعب سوريا بالحرية والعدل بعد سقوط الطاغية بشار ونظامه المستبد.