11 سبتمبر 2025
تسجيلأحيّا مسلمو البوسنة، أمس، بحضور ممثلين للعديد من دول العالم، من بينها دولة قطر، الذكرى التاسعة والعشرين الإبادة الجماعية في سريبرينتسا والتي تعرض لها المسلمون هناك خلال الحرب الأهلية في البلاد عام 1995، حيث توافد آلاف المسلمين إلى مقبرة سريبرينتسا للترحم على أرواح الآلاف من المدنيين الأبرياء من ضحايا تلك المجزرة، وذلك بعد شهرين من تخصيص الأمم المتحدة يوما سنويا لإحياء ذكرى هذه الإبادة الجماعية. وقتلت قوات صرب البوسنة نحو ثمانية آلاف مسلم من رجال ومراهقين، بعد أن سيطرت قوات صرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش على مدينة سريبرينتسا، قبل أشهر قليلة من انتهاء الحرب الأهلية، وهي الجريمة التي وصفتها المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ومحكمة العدل الدولية بأنها إبادة. وتأتي الذكرى هذا العام، في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة إلى حملات إبادة جماعية أشد هولا من تلك التي شهدتها سريبرينتسا قبل 29 عاما، وهي حملات راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 38 ألف شهيد من المدنيين الأبرياء، بينهم 16 ألف طفل على الأقل، جراء العدوان الإسرائيلي، في تذكير جديد للمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤوليته إزاء وقف هذه المجازر الوحشية في غزة والعمل على تقديم مجرمي الحرب المسؤولين عن الابادة الجماعية للعدالة أسوة بما حدث في البوسنة. وفي هذا السياق جاءت مشاركة دولة قطر ممثلة في سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية في إحياء الذكرى 29 للإبادة الجماعية، وذلك بحضور فخامة الرئيس دينيس بشيرفيتش رئيس هيئة رئاسة البوسنة والهرسك، تأكيدا لموقفها الثابت الذي يؤمن بأهمية تحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي المجازر وجرائم الإبادة باعتبارها حجر الزاوية في استدامة السلام.