12 سبتمبر 2025
تسجيلكثيرة هي الأسماء التي تركت انطباعًا وبصمة في حياتنا وأشعلت فينا روح العزيمة؛ من خلال مقابلة شخصية أو من خلال كتابٍ قرأناه لتلك القامات، وربما عبر لقاءٍ صحفيٍّ في شاشة التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي. ومما لا شكّ فيه أننا جميعًا نريد أن نترك أثرًا في حياة مجتمعاتنا، فنصبح مؤثرين وفاعلين حقيقين، وهذا بطبيعة الحال يتطلب من المرء الكثير والكثير من الجهد والتنظيم والتحفيز، وترك لعاداتٍ سلبية، والقيام بأمور تُولّدُ يومًا تلو آخر نجاحًا واقترابًا من الهدف. غير أنّ هذا على أهميته تبقى الخطوة الأولى نحو النجاح هي الأكثر صعوبة وأهمية، لأنها تتطلبُ أفكارًا جديدة وثقافة متنوعة تُحفّز الإنسانَ على البدءِ، فمن المستحيل على المرء كما قال «أينشتاين «أن يعيد نفس التجارب مرتين وينتظر نتائج مختلفة عما وصل إليه من قبل. لذلك قال الحكماء: راقب أفكارك لأنّها تتحول إلى كلمات وراقب كلماتك لأنّها تتحول إلى أفعال وراقب أفعالك لأنها تحددُ وتصنعُ مصيرَكَ، فمن يزرع فكرة سيحصد كلمة ومن يقول كلمة يحصد فعلًا، ومن يقوم بعملٍ إنما يخطط لمصيرٍ، إما نحو القمة أو نحو الانحدار... فالنجاح دائمًا يبدأ بفكرة ثم تتحول الفكرة إلى فعلٍ، ويتحولُ الفعلُ إلى سلوكٍ دائمٍ ونجاحٍ مستمرٍ. من هنا لا بدّ للإنسان أن يدرك جوانبه الإيجابية ويؤمن بقدراته على الانجاز، وإلا سيبقى المرء حبيس الفشل وينتقل من حفرة إلى أخرى، كما قال الشاعر: ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبدَ الدهرِ بين الحفر ولعل الغوص في عادات الناجحين كثيرة ومتعددة غير أنّ أهمها على الإطلاق هي أن يعرف الإنسان ماذا يريد وأين يود أن يرى ذاته بعد عام أو عامين أو بعد سنوات، لأنّ عدمّ معرفة الغاية والهدف المراد الوصول إليه يجعل المرء كقائد طائرة يقودها دون خريطة ولا معرفة بوجهته، ففي أحسن الأحوال سيعود للنقطة التي انطلق منها!!. فمعرفتك بأهدافك هي التي ستفجر فيك الطاقات الكامنة التي لا تعرفها ولكنها موجودة في داخل كلٍ منا. الأمر الأخر المطلوب من السّائر نحو القمة والنجاح ألاّ يظل حبيس الفشل في أمرٍ أو مهمة؛ ففشلك في أمرٍ أو انجازٍ لا يعني نهاية الشوط بل هو خطوة نحو النّجاح، فمن لا يعمل لا يخطئ ومن لا يخطئ لا يتعلم. فالنجاح يتطلب منا أن نغيّر أفكارنا وبالتالي تتحول مشاعرنا إلى قوةٍ واصرارٍ على تحقيق الأهداف. ولعله من البديهي أن نجد ساحة الصراع بين النّجاح والفشل كبيرة، وهنا تظهر معادن البشر وقوتهم على الاستمرار مهما كانت التحديات، وقليلٌ أولئك الذين يستمرون ويواظبون على عادات الناجحين. ختاما: إنّ الحياة مستمرة في حراك دائم، ومالم نعرف الوجهة التي نريدها فكل الرياح غير مناسبة لنا، ووحدهم الناجحون هم الذين يتربعون على أعلى قمم التألق بين النّجوم، أما الذين استسلموا ورفعوا رايةً بيضاء من الإخفاق الأولِ والمصاعب الأُولى فإنّهم سيظلون في الدّرك الأسفل، يعانون ويدفعون ضريبة تلوى أخرى.