09 سبتمبر 2025
تسجيلإنه الوقت الذي هو مقدارٌ من الزمنِ لفعل معينٍ، كما أنّه الحد الواقعُ بين امرين، أحدهُما سابقٌ والآخر لاحقٌ، في المحصلة هو الثواني والدقائق والساعات التي تمر من عمرنا ولن تعود. ونظرًا لأهمية الوقت في حياتنا، نجد المولى عز وجل قد أقسم به في أكثرِ من موقع في القرآن فقال: والعصر إن الإنسان لفي خسر...والضحى والليل...والفجر وليالٍ عشرٍ...، ولولا أهميته لما أقسم الله به، ذلك أننا من خلال الوقت ننجز ما يطلب منا ومن خلال الوقت نحققُ ما نخطط له. لذلك نقرأُ عن الكثير من الصحابةِ والعلماء كيف كانوا حريصين على الوقت فهذا ابن مسعودٍ يقول: ما ندمتُ على شيءٍ ندمي على يومٍ غربت شمُسه، فنقص فيه أجلي، ولم يزِد فيه عملي. ونجد كذلك الإمامَ الغزاليِ يقول: الوقت ثلاث ساعاتٍ؛ ماضيةٌ: ذهبت بخيرها وشرها ولا يمكنُ إرجاعُها، وقادمة: لا ندري ما اللهُ فاعلٌ لنا فيها، وهي تحتاج إلى تخطيط منا، وحاضرةٌ: وهي رأسُ المالِ الذي بين أيدينا، لذا قال الشاعر: ما مضى فات والمؤمل غيبٌولك الساعةَ التي أنت فيها ومن هنا نصل أن المهمَ هو التخطيطُ الأمثلُ للاستفادةِ من الوقتِ، وكيف أحولُ الأهدافَ إلى واقعٍ مع الزمن، وانتقلُ إلى أهدافٍ أخرى وهكذا من نجاح إلى آخرٍ. وهذا يوصلنا للقول: لا يوجد شيءٌ اسمه عدمُ كفايةِ الوقتِ، إنما لدنيا عدمُ القدرةِ على إدارة وقتنا بالشكل الأمثل لتحقيق ما نريد، وهذا يتطلبُ منا المهارةَ في إدارةِ وقتنا، فكيف تتحقق المهارةُ في إدارة الوقت؟ لعل أول تلك الأمورِ هو أن نؤمنَ بأهميةِ الوقتِ وقدرتكَ على إنجاز ما تريد في الوقتِ المطلوبِ فإيماننا بأننا قادرون على تحقيقِ الهدفِ سيجعُلنا نتحملَ كلَ الصعابِ للوصولِ لما نصبو إليه وبدون إيماِننا وثقِتنا بأنفسنا فإننا لن تصلَ ولن نحققَ شيئًا. ولا بد من تدبر أهدافك بعمق: لأنّ التخطيط هو الوسيلة للوصول للهدف المنشود، فبدون التخطيط لن تتمكن من إنجاز المطلوب، كما أن التخطيط يدفعك للمطالعة ومتابعة كلّ ما يلزم لتحقيق أهدافك، والتخطيط كذلك يساعدك على حفظ المال والوقت والجهد، ويزيد من فعالية الإنجاز، لذلك ضع أهدافًا لكلِ مرحلةٍ في حياتِك وانظر إلى دورك في الحياة. وعلى الإنسان أن يبتعد عن مضيعاتِ الوقتِ وعن التسويف، كما قال الشاعر: كن صارمًا كالوقت فالمقت في عسى وإياك علاّ فهي أخطرُ علة فالوقت عدو مجتهد لا يقتله إلاّ كل مجتهد، والوقتُ هو أكثرُ ما نحتاج إليه، وأسوأ ما نستخدمه، فلابد من فعل كلِّ شيءٍ في وقته لأنّ فعلَ شيئين في وقت واحدٍ سيؤدي إلى خسارةِ الشيئين معًا. خاتمًا: لابدّ أن يتحكم عقلنا الواعي بالعقل الباطن ويقوده نحو تحقيق أهدافه لأنّ العاقل الباطن هو مكان للغرائز والعواطف، وإن لم نتمكن من السيطرة على عواطفنا ومشاعرنا فإننا لن نصل القمة، ولندرك أولًا وأخيرًا أنَّ وراءَ كلِ شخص ناجحٍ مبادئٌ وجهودا صاغت ذلك النجاح، وتنظيما للوقت واستثماره للوصول إلى المبتغى، ولنتذكر أولًا وأخيرًا أنّ الوقت هو الضائع الذي لا يعود، فمن يمتلك فنّ إدارة الوقت إنّما يمتلك فنّ الحياة.: كاتب وأكاديمي [email protected]