29 أكتوبر 2025
تسجيل• ما حدث من فبركات وحملات إعلامية ضد قطر وقيادتها محاولة لتشويه صورتها.• هل سيقومون بمعاقبة أمريكا لتوقيعها مع دولة قطر لمكافحة الإرهاب؟!• هل ستعاقب دول الحصار واشنطن ويسحبون سفراءهم منها!• قطر لا تريد منهم إلا العودة إلى جادة الصواب.• فشلوا في عرقلة الوساطة الكويتية بتسريب اتفاقية الرياض.• الأزمة الخليجية سيحفرها التاريخ في ذاكرة العرب والعالم.• رغم شعور أمير الكويت بالمرارة إلا أنه ماضٍ بعزم في معالجة الأزمة.وقعت دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية خلال مؤتمر صحفي يوم أمس بين سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية ونظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، وأشاد تيلرسون بمواقف دولة قطر في مجال مكافحة الإرهاب، كما أكد أنها أوّل دولة تجاوبت مع مخرجات قمّة الرياض التي انعقدت أواخر مايو الماضي في العاصمة السعودية الرياض، وكانت حول مكافحة الإرهاب وتمويله. ومن الواضح لكل ذي لب يتابع الأمور على الوجه الصحيح بالربط المنطقي والمقبول، سيجد أن كل ما قامت به دولة قطر بقيادتها الحكيمة يصب في صالح أمن المنطقة والعالم برمته، وكل ما حدث من فبركات وحملات إعلامية ضد قطر وقيادتها ما هو إلا محاولة لتشويه صورة قطر والعمل على شيطنتها في المنطقة، وكل ذلك للتغطية على فشلهم وإخفاقاتهم في كل ما قاموا به، وإلا ما تفسير أن توقع أمريكا اتفاقية مع قطر قبل غيرها، إلا أنها تحمل رسالة مفادها أن دولة قطر من أهم الحلفاء في مكافحة الإرهاب وتمويله على مستوى العالم، وأن ما تقوم به قطر في سبيل ذلك يستحق التقدير والوقوف إجلالا وتقديرا لها! إذا أين الاتهامات أو الإدعاءات أو المطالبات التي تحدثت عنها دول الحصار؟! أين أدلتهم وبراهينهم على الاتهامات التي صدعوا رؤوسنا بها، ومع كل ذلك سنقول.. لا بأس، وسننتظر منهم موقفا قويا ضد الولايات المتحدة الأمريكية التي وقعت مع دولة متهمة بالإرهاب وتمويله! وستقوم ربما بفرض حصار عليها وعلى مصالحها، سواء في داخل أمريكا أو خارجها، ويقومون بتقديم مطالب لن تصل إلى 13 مطلبا بكل تأكيد، وسيضغطون عليها بكل ما يستطيعون في سبيل ذلك؛ حتى تعود الولايات المتحدة إلى رشدها! (في نظرهم بالطبع)! وربما يقومون بسحب استثماراتهم وسفرائهم من واشنطن وسيشنون حملة إعلامية ضد كل ما تقوم به أمريكا في المنطقة من جرائم حرب وإثارة فتن؛ لكي تكون معهم وفي صفهم لمحاربة الإرهاب الذي تم تفصيله على مقاساتهم وإلصاقه بمن لا يتماشى مع سياساتهم!. أمر محزن ومبكي ما وصل إليه حالهم، فكلما حاولوا أن يفتحوا بابا على دولة قطر، كان هذا الباب مدخلا عليهم لا يستطيعون معه من ستر ما كانوا يحاولون تغطيته والستر عليه، وكان موقفهم بعد كل حادثة تم فبركتها محرجا لهم، بحيث يتوارون عن الأنظار مدة زمنية معيّنة، وبعدها يخرجون في مؤتمر صحفي لا نجد فيه غير التأتأة وعدم سماع بعض الأسئلة ويصبون جام غضبهم على أبناء شعبهم وترهيبهم! لماذا كل ذلك، كنتم تقولون أنكم تنصحون قطر واليوم قطر تنصحكم لوجه الله، العودة إلى جادة الصواب أمر محمود، ليتكم تعودون وتعترفون بأخطائكم الفادحة التي شهدت عليها شعوبكم قبل قادة وشعوب العالم، خالفتم تعاليم الدين الإسلامي بقطع الأرحام في شهر الصيام، وحاصرتم أبناء عمومتكم دون أي ذنب اقترفوه، وأغلقتم الحدود البرية والجوية والبحرية لا لشيء سوى أنكم استقويتم بعدتكم وعتادكم، ولم تعلموا بأن قطر لديها عدّة وعتادا أيضا، أطلقتم إعلامكم وسمومكم عبر جميع وسائلكم الإعلامية الرسمية وغير الرسمية وفشلتم، وبعد كل ذلك تحولت المطالب إلى ستة مبادئ، وألحقتوها ببيان جدة، ولم يكن لها أي تأثير، حاولتم تسريب الاتفاقيات من أجل إفشال الوساطة الكويتية، فكانت وثائق اتفاقية الرياض أنتم أول من خالفها وعمل على غير مضمونها، ورغم كل ذلك ما زالت قطر وقيادتها تمد أياديها للحوار وتدعوكم لطاولة المفاوضات لمناقشة كل ما من شأنه أن يتم الحوار فيه، إلا فيما يتعلّق بالسيادة أو التدخل في الشؤون الداخلية، ولا نعلم إلى متى تأخذكم العزّة بالإثم وأنتم تعلمون!. مثلما تم حفر بعض الأحداث في ذاكرة التاريخ، من حروب وأزمات وكوارث، سيحفر التاريخ في ذاكرة أهل قطر بل والخليج والعرب جميعا جرحا داملا لم تشهد المنطقة مثله من قبل، إلا حصار قريش وإن كان حصارا لا كذب ولا افتراءات فيه، سيسجل التاريخ أزمة خليجية عصفت بأهلها دون أسباب، ولا تفسير لكل ما حدث إلا أن تكون وشاية حقد أو كره أو تغطية على فشل، واستطاعت قطر تجاوزها بفضل الله وهي أقوى منها قبل الأزمة. لقد اتسمت السياسة القطرية بفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بالحكمة والحنكة وحسن القيادة والحلم، وقد تم وصفها بالواضحة والمنطقية في مواقفها التي اتخذتها طوال الأزمة، حسبما صرح بذلك وزير خارجية أمريكا، وهذه شهادة تسجل لنجاح السياسة القطرية وفشل دول الحصار في هذه الأزمة، ومثلما أكدت دولة قطر على احترامها لمبدأ الحوار وكذلك للوساطة الكويتية، إلا أنهم عملوا على إفشالها تارة بإقامة مؤتمرهم في القاهرة، وتارة اخرى بتسريباتهم، وحاولوا تدويل الأزمة، إلا أن الإجماع الدولي على وساطة الكويت أكد مرة أخرى على نجاح قطر ورؤيتها وتأكيدها على احترام الوساطة الكويتية وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله، وبعد محاولاتهم البائسة إلا أن حنكة وخبرة الشيخ صباح الأحمد كانت حاضرة كعادتها في مسعاها للصلح بين الأشقاء، وما تصريحه ليلة أمس إلا تأكيد على مسعاه بكل الوسائل لمعالجة الأزمة، رغم شعوره بالمرارة وتأثره البالغ للتطورات غير المسبوقة التي يشهدها البيت الخليجي، ومع كل ذلك أوضح سموّه أن مما خفف آلامه وضاعف من عزمه لمعالجة الأزمة ما لمسه من ردود فعل إيجابية وتأييد لمساعي سموّه لاحتواء التطورات، مع حرصه وتأكيده على مسيرة مجلس التعاون، والتي اعتبرها الخيار المنشود لأبناء دول المجلس في المنطقة ويجب عدم التفريط فيها والحفاظ عليها والتمسك بها، ولن ينسى التاريخ قول الشيخ صباح الأحمد في تصريحه أيضا قوله "لن نتخلى عن مسؤولياتنا التاريخية وسنكون أوفياء لها حتى يتم تجاوز هذه التطورات وانجلائها عن سمائنا وتعود المحبة والألفة لبيتنا الخليجي"، ومن الواضح أن تصريحاته تدل على الألم الذي اعتصره بسبب محاولة دول الحصار إفشال مساعي دولة الكويت وأميرها، إلا أن حضور وزيري خارجية أمريكا وبريطانيا للمنطقة ودعم العالم للوساطة أعطى سموّه دفعة قوية بأن يواصل المشوار، وهو الذي لم يكلّ أو يملّ طوال الأزمة من السعي الحثيث للحل، كما سبق وأن فعلها وليس آخرها، وساطته لحل الأزمة التي كانت تعصف بدول مجلس التعاون الخليجي عام 2011، عندما اكتشفت سلطنة عمان خلية تجسس إماراتية فيها، وبعد فضحها وكشفها سارعوا إلى حل الخلاف الكبير بطرق دبلوماسية ناجحة لسمو أمير الكويت، وقام بأخذ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وتوجهوا إلى مسقط وتم حلّ الأزمة دون مقاطعة أو حصار من سلطنة عمان ضد الإمارات، وهي الحكمة السلطانية التي توافقت مع الحكمة الدسمانية لحل القضية في مهدها، وهي التي سعى أمير الكويت لحلها بتواجد الحكمة القطرية، لكن دون روّية وحكمة من دول الحصار، والتي نتمنى من الله أن يتم تجاوزها وعودة المياه إلى مجاريها، وإن كانت جروح الشعوب يصعب التئامها.