16 سبتمبر 2025
تسجيلإن الحديث عن رمضان شهر القرآن حديث ذو شجون، فكم لهذا الشهر الفضيل من ذكريات في ثنايا عقولنا وقلوبنا، جمعتها السنوات منذ أن كنا صغاراً نرى فرحة الأهل حين تقرع الطبول في الحي معلنة رؤية هلال رمضان، أو الإعلان عنه في المسجد، أوفي المذياع، مجرد سماع هذا الخبر كان يغمرنا بفرحة عارمة كانت سببا وجيها لنحب هذا الشهر شهر السعادة الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر ويستقبلونه بكل الحب، كنا نكبر شيئاً فشيئاً ويكبر فهمنا لرمضان بعباداته وعاداته، وإن كنت أنسى فلست أنسى يوم أن كان والدي رحمه الله يشجعنا على الصيام بماكان يسميه صيام المئذنة وهو أن نصوم حتى الظهر وبعدها نتناول الغداء ثم نصوم حتى صلاة المغرب، وبالطبع كان هذا ليعودنا على الصيام شيئاً فشيئاً، وعند الإفطار كنا نتسابق من سيرسل للجيران طبقا من هذه الأكلة أو تلك، ونتسابق من سيفتح الباب ليأخذ طبقاً من هذه العائلة أو تلك، فرمضان يعني المشاركة والعطاء والكرم، وحين ينطلق مدفع الإفطار كانت السعادة الكبيرة لأن هذا الصوت يعني أن نجتمع على مائدة الإفطار التي تعني لنا كل مالذ وطاب فكل منا يطلب مايريد من أكلاتنا الشعبية التي تحرص أمي على أن تصنعها لنا من أجل أن نصوم، ويعني الضحك وحلويات رمضان وكل شيء جميل يحضره أبي أو تصنعه أمي لإسعادنا، وهكذا كبرنا وكبرت ذكريات هذا الشهر الفضيل خير شهور السنة معنا، هذا الشهر الذي كان صحابة رسول الله عليهم السلام ينتظرونه نصف السنة بالدعاء بأن يبلغهم الله إياه، ونصف السنة التي تليه بأن يتقبل منهم طاعاتهم في رمضان.يمر شهر رمضان هذه السنة بكل مافي القلوب من آهات ومافي العيون من دمعات ليغسل أرواحنا وقلوبنا فنسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد المسلمين أجمعين وأن يمن علينا بالأمن والأمان وسلامة الأرواح والأبدان إنه هو البر الرحيم .وكل عام وأنتم بكل خير .