30 أكتوبر 2025

تسجيل

منزلة الإنابة

12 يوليو 2014

الرجوع إلى الحق حتي يستقيم صاحبه على الطريق الحق، لابد لها من إصلاحات ثلاثة، هذه الإصلاحات إذا ما تغافلها المرء ضل سعيه وحبط عمله وتعثرت خطاه، وهذه الإصلاحات هي: 1- الخروج من التبعات. 2- التوجع للعثرات.3- استدراك الفائتات.ونحتاج هنا أن نسلط الضوء على كل واحدة من تلك الإصلاحات بالإشارة التي تغني عن الإطالة: أولا: الخروج من التبعات: المراد من الخروج من التبعات أي الخروج من المظالم التي لحقت العبد، ظلمه لنفسه وظلمه لغيره، ولا يكون ذلك إلا بالتوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الله، وكذلك أداء الحقوق التي علي العبد للخلق. ثانيا: التوجع للعثرات: والتوجع للعثرات يحتمل أحد أمرين:أحدهما: أن يتوجع لعثرته إذا عثر، فيتوجع قلبه وينصدع، وهذا دليل على إنابته إلى الله، بخلاف من لا يتألم قلبه، ولا ينصدع من عثرته، فإنه دليل على فساد قلبه وموته.الثاني: أن يتوجع لعثرة أخيه المؤمن إذا عثر، حتى كأنه هو الذي عثر بها ولا يشمت به، فهو دليل على رقة قلبه وإنابته.وكلا المعنيين مراد للمسلم أن يصطحبهما وهو على طريق الوصول إلى الله، لابد من وجع يعتريه عند المصاب الذي حل به أو حل بإخوانه، وهو بذلك يضرب المثل الصادق على أوبته لله وصدق توبته إليه.ثالثا: استدراك الفائتات، ونعني بالاستدراك: استدراك ما فات من طاعة وقربة بأمثالها، أو خير منها ولاسيَّما في بقية عمره، عند قرب رحيله إلى الله، فبقية عمر المؤمن لا قيمة لها. يستدرك بها ما فات، ويحيي بها ما أمات.هذه هي الإصلاحات المهمة التي ينبغي أن تكون أساسا لمن أراد الأوبة الصادقة لله عز وجل.