12 سبتمبر 2025
تسجيلخرّج الإمام أحمد من حديث سهل بن معاذ عن النبي - صلى الله عليه وسلم– ("أن رجلا سأله فقال: أي الجهاد أعظم أجرا يا رسول الله؟ قال: أكثرهم لله ذكرا، ثم قال: أي الصائمين أعظم؟ قال: أكثرهم لله ذكرا، فقال أبوبكر: ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل"). وقد خرج ابن المبارك وابن أبي الدنيا من وجوه مرسلة بمعناه أو في صحيح مسلم عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: ("كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله على كل حيانه") وقال أبو الدرداء: الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك، وقيل له أن رجلا أعتق مائة نسمة، فقال: إن مائة نسمة من مال رجل كثير، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار، وأن لا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر الله. وقال معاذ: لأن أذكر الله من بكرة إلى الليل أحب إلى من أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله من بكرة إلى الليل. وقال ابن مسعود في قوله تعالى – (اتقوا الله حتى تقاته) - قال: إن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، خرجه الحاكم مرفوعا وصححه والمشهور وقفه، ولم يرفعه الحاكم وإنما رواه موقوفا على عبدالله وصححه على شرطهما. وقال زيد بن اسلم: (قال موسى عليه السلام: يا رب قد أنعمت علي كثيرا فدلني على أن أشكرك كثيرا، قال: اذكرني كثيرا، فإن ذكرتني كثيرا فقد شكرتني، وأن نسيتني فقد كفرتني) . قال الحسن: أحب عباد الله إلى الله أكثره له ذكرا وأتقاهم قلبا. وقال أحمد بن أبي الحواري حدثني أبو المخارق قال: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مررت ليله أسرى بي برجل مغيب في نور العرش فقلت من هذا .. أملك؟ قيل لا، قلت .. أنبيّ؟ قيل لا، قلت .. فمن هو؟ قال: هذا رجل كان لسانه رطبا من ذكر الله وقلبه معلق بالمساجد ولم يستسبّ والديه قط") وقال ابن مسعود: (قال موسى عليه السلام: ربّ أي الأعمال أحب إليك؟ قال: أكثرهم لي ذكرا) . قال كعب: من أكثر ذكر الله برئ من النفاق. ورواه مؤمل عن حماد ابن سلمة عن سهيل عن ابيه عن أبي هريرة مرفوعا. وخرج الطبراني بهذا الإسناد مرفوعا "من لم يكثر ذكر الله فقد برئ من الإيمان" ويشهد لهذا المعنى أن الله وصف المنافقين بأنهم لا يذكرون الله إلا قليلا، فمن أكثر ذكر الله فقد باينهم في أوصافهم، ولهذا ختمت سورة المنافقين بالأمر بذكر الله، وأن لا يلهى المؤمن عن ذلك مال ولا ولد , وأن من ألهاه ذلك عن ذكر الله فهو من الخاسرين. قال الربيع بن انس عن بعض أصحابه: علامة حب الله كثرة ذكره، فإنك لن تحب شيئا إلا أكثرت ذكره. قال فتح الموصلي: المحب لله لا يغفل عن ذكر الله طرفة عين. وقال ذو النون: من اشتغل قلبه ولسانه بالذكر قذف الله في قلبه نور الاشتياق إليه. وقال إبراهيم الجنيد: كان يقال من علامة المحب لله دوام الذكر بالقلب واللسان، وقلما ولع المرء بذكر الله الا أفاد منه حب الله.