17 سبتمبر 2025
تسجيلرغم الدعوات الدولية والاقليمية للتهدئة في قطاع غزة، لا يزال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدى ارادة المجتمع الدولي رافضا الاستجابة لاي مبادرات من شأنها وضع حد للعدوان الوحشي الذي يقوده بنفسه على الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.ويبدو ان نتنياهو مصر على تنفيذ اجندة سياسية وامنية تقوم على ثلاثة محاور: اولها وأد اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي ابرم بين حركتي فتح وحماس مؤخرا، وافشال حكومة الوحدة الوطنية ووضعها امام واقع جديد وهز صورتها امام الرأي العام الفلسطيني المتطلع لانهاء الانقسام. وثانيا، قطع الطريق امام اي جهود لاستئناف عملية السلام المتوقفة بعد فشل وانهيار المبادرة التي قادها وزير الخارجية الامريكي جون كيري ووصولها الى طريق مسدود بعد تعنت الجانب الاسرائيلي في دفع استحقاقات السلام ووضعه للكثير من العراقيل امام المبادرة. وثالثا: توجيه ضربة مؤثرة للمقاومة الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة بحجة وقف عمليات اطلاق الصواريخ باتجاه دولة الكيان الصهيوني.ومن الواضح، ان العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ اربعة ايام لم ينجح حتى الان في تحقيق الاهداف التي يسعى نتنياهو في الوصول اليها، سواء على الصعيد السياسي أو الامني، حيث لا تزال المقاومة تواصل اطلاق صواريخها بوتيرة عالية على اسرائيل محققة ما يعرف بـ"توازن الرعب" بعد ان اتسع نطاق اهدافها ليشمل غالب مدن اسرائيل بما في ذلك حيفا وتل ابيب والقدس المحتلة.وعلى الجانب السياسي، يبدو ان العدوان حصد نتائج عكسية، ففي الداخل، يشهد الشعب الفلسطيني هذه الايام وحدة غير مسبوقة منذ سنوات، فقد اصبحت هناك شراكة سياسية وميدانية حقيقية بين كل التنظيمات والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، والتي شكلت غرفة عمليات مشتركة بينها منذ بدء العدوان الإسرائيلي لمواجهة حملة الابادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال. وفي الخارج، يشهد الرأي العام العالمي حملة كبيرة لدعم القضية الفلسطينية والتعاطف معها من خلال التظاهرات الواسعة حول العالم والتي تشكل ضغوطا متزايدة على المجتمع الدولي للقيام بدوره في وقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني.