10 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا يجري في مصر الآن؟

12 يوليو 2013

تصعب معرفة كيف ستجتاز مصر الأزمة الحالية إذا استمرت الاعتقالات وعمليات الاحتجاز السياسية التي تستهدف جماعات معينة في مصر التي تقول الحكومة المؤقتة أو الانتقالية كما تسمى أحيانا ومعها الجيش وقادة الأحزاب الليبرالية، انهم يسعون الى المصالحة الوطنية والمجتمعية، خاصة أن الجماعات الاسلامية ومنها الاخوان هم المقصودون بهذه الحملة غير المسبوقة بتاريخ مصر حتى في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وان كانت عمليات المطاردة والقمع في فترة حكمه البغيض اتخذت طابعا آخر. وفي علامة شديدة الوضوح على الحالة الصعبة التي يعاني منها المصريون حاليا، هي ثقافة الشماتة والتهجم على الرموز الوطنية والاستهزاء بانجازاتها على مدى عام التي باتت تملأ وسائل الاعلام المنفلتة، والتعدي على حرية الرأي والتعبير، وهما من الأركان الأساسية التي ثار من أجلها شعب مصر الشقيق في 25 يناير عام 2011. الأخطر فيما أفرزته أحداث 30 يونيو - حزيران الجاري على الساحة المصرية، هو حالة استقطاب لم تشهد مصر مثيلا لها في تاريخها الحديث، ودفعت الاضطرابات السياسية، وقبلها المستمرة منذ عامين ونصف العام مصر إلى شفا الانهيار المالي وأبعدت السياح والمستثمرين، وقلّصت الاحتياطيات النقدية، وهددت قدرة البلاد على استيراد الوقود والغذاء لسكانها البالغ عددهم 84 مليون نسمة. ان مصر دولة كبيرة لها دور مؤثر وحاكم وحاسم في المنطقة، والشعب المصري هو الذي يجب أن يحدد مصير بلاده، وعلى جميع القوى والأطياف في مصر السعي الى ضبط النفس والحيلولة دون وقوع أحداث مؤسفة أخرى. الآن تجتاز مصر مرحلة من أصعب مراحل تاريخها، واختبار لثوابت انتفاضة أحرار ثورة يناير المجيدة، وعلى رأسها مبدأ التعبير السلمي عن مطالب بات الشعب يشعر بانحسارها من بين يديه عقب تدخل المؤسسة العسكرية في اختياراته للشرعية الدستورية. اليوم، ومع مليونية شعبية اخرى يشارك فيها متظاهرون من كافة المحافظات المصرية لتأكيد الشرعية القانونية والدستورية، هو اختبار لمدى مصداقية الحكم المؤقت والانتقالي في حماية الحريات العامة ومنها حرية الرأي والتعبير.