13 سبتمبر 2025

تسجيل

السياحة والبخت المايل

12 يوليو 2011

يبدوا أن الترفيه والتفريج عن النفس وسيلة من لا حيلة له، فالجميع وبلا استثناء يحاول ايجاد طريقته في الترويح عن نفسه، وبما أن بدائل الترفيه في قطر محدودة ومحصورة تحت اسقف المجمعات في فترة الصيف والكوفيهات المملة، ينتظر الجمهور القطري والمقيم هطول الاجازة ليبدأ موسم الهروب من حرارة الشمس وجداول الملل في أجندة هيئة السياحة، وبالطبع الأغلبية يفضلون السفر ولو كلفهم هذا قرضاً جديداً يرهقون به ما تبقى من كتوفهم المثقلة بالحمول، ولا ألومهم، فمع لهيب الشمس يفترش الخمول السياحي أرجاء الدوحة إلا فيما اجتهدت فيه بعض الجهات، ما علينا! كان اعلان واحد لمسرحية تجارية بعنوان "بخيت وبخيتة" للفنان طارق العلي كفيلا بأن يكشف مدى جوع الجمهور إلى الترفيه، برغم كل السلبيات في هذه المسرحية اللامسرحية إلا أنها استطاعت انتزاع ابتسامة من جيل ذكي، لم تعد تضحكه الدمى المتحركة! نفذت التذاكر في أول يوم وازدهرت السوق السوداء لبيعها! وكل هذا لحضور مسرحية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها دون المستوى، وكل هذا لأنه لا بديل، فالفنانون القطريون على الرفوف ينتظرون، وعلى كراسي الاحباط والاستسلام يجلسون، والمسارح مشغولة بالسيموفنيات الاجنبية، والمنتجون لا يريدون أن يغامروا بما لا يدر عليهم الربح الوفير، وهيئة السياحة تمغط اعلاناتها على الصحف المحلية فتطير الصحف وتلف بما تبقى منها الآواني المنزلية وتبقى جهود هيئة السياحة حبرا على ورق. مازال صيف قطر يترنح تحت كراسي الخطط الادارية غير المفهمومة لهيئة السياحة، وما زال غائباً دون مبرر واضح، أو سبب مقنع، فالدولة وكما يقال ما عليها قصور، إذن الخلل قد يكون معروفا، وربما لا، لكن إلى متى! قطر تحتل مكانة لا يستهان بها عالمياً، وباتت الآن جاذبة وبشكل كبير لكل من يريد أن يكتشف مخزونها التراثي الذي أنجب هؤلاء المميزون الذين حولوا الأحداث إلى تواريخ لا تنسى في مسيرتها، وجعلوا منها منارة تدعوا إلى السلام والجمال واحترام الانسان، فهل يعقل أن الصيف في قطر مجرد أسفلت ملتهب، ورتابة صيفية مملة، تنتظر أن يعود الشتاء ليهرعوا إلى سوق واقف!، لدينا الكثير، لكن تنقصنا العقول والأيادي الذكية، التي تستطيع أن تحول دولتنا الصغيرة إلى أجمل عواصم العالم متى عملت بجد. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. من تبقى في البلاد من الكادحين والمديونين والغلابى والملتزمين بالعمل يستحقون أن يحصلوا على متنفسات جديدة (مجانية)، تساعدهم في التخفيف عن وطأة الصيف، وصعوبة العيش، ربما أكثر من السياح، لكن هذا انت (يا سعيد وهذي خلاقينك).