14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ) (5) إنهم الذين ذكرت خصالهم الحميدة من حيث اتصافهم بها , وفيه دلالة على أنهم متميزون بذلك أكمل تميز , منتظمون بسببه في سلك الأمور المشاهدة وما فيه من معنى البعد للإشعار بعلو درجتهم وبعد منزلتهم في الفضل . ( على هدى ) أى هدى لا يبلغ كنهه ولا يقادر قدره للإيذان بقوة تمكنهم منه وكمال رسوخهم فيه .( من ربهم ) أى على هدى كائن من عنده تعالى , وهو شامل لجميع أنواع هدايته تعالى وفنون توفيقه والتعرض لعنوان الربوبية وما يستتبعه من الفوز والفلاح .( وأولئك هم المفلحون ) والإفلاح هو الفوز المطلوب للدلالة على أن المتقين هم الناس الذين بلغك أنهم المفلحون في الآخرة , للترغيب في اقتفاء أثرهم والإرشاد إلى اقتداء سيرهم مالا يخفى مكانه والله ولى الهداية والتوفيق .( إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) (6)هنا وصف لشرح أحوال الكفرة الغواة المردة العتاة إثر بيان أحوال أضدادهم المتصفين بنعوت الكمال الفائزين بمباغيهم في الحال والمآل وإنما ترك التعاطف بينهما لبيان أحوال الكفرة أصالة وترامي أمرهم في الغواية والضلال إلى حيث لا يجديهم الإنذار والتبشير ولا يؤثر فيهم العظة والتذكير فهم ناكبون في تيه الغى والفساد عن منهاج العقول , وراكبون في مسلك المكابرة والعناد متن كل صعب وذلول والمراد بهم ناس بأعيانهم كأبي لهب وأبي جهل والوليد بن المغيرة وأضرابهم وأحبار اليهود . . . ( سواء عليهم اأنذرتهم أم لم تنذرهم ) إن الذين كفروا مستو عليهم إنذارك وعدمه ( لا يؤمنون ) إن الله تعالى أخبر عنهم بأنهم لا يؤمنون فظهر استحالة إيمانهم بجميع ما جاء به النبى ( صلى الله عليه وسلم ) إجمالا .( ختم الله على قلوبهم وعلى أسماعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) ( 7) المراد بالقلب : محل القوة العاقلة من الفؤاد , والختم على الاستيثاق منه بضرب الخاتم عليه صيانة له أو لما فيه من التعرض له , إذ ليس المراد به صيانة ما في قلوبهم بل إحداث حالة تجعلها بسبب تماديهم في الغي وانهماكهم في التقليد وإعراضهم عن منهاج النظر الصحيح بحيث لا يؤثر فيها الإنذار ولا ينفذ فيها الحق أصلا . وقيل المراد بالختم وسم قلوبهم بسمة يعرفها الملائكة فيبغضونهم ويتنفرون عنهم , ( وعلى سمعهم ) أي ختم على سمعهم مثل قلوبهم لاشتراكهما في الإدراك من جميع الجوانب , والسمع إدراك القوة السامعة لأن جنايتهم من حيث السمع الذي به يتلقى الأحكام الشرعية وبه يتحقق الإنذار أعظم منها من حيث البصر الذي به يشاهد الأحوال الدالة على التوحيد فبيانها أحق بالتقديم وأنسب بالمقام , قالوا السمع أفضل من البصر لأنه عز وعلا حيث ذكرهما قدم السمع على البصر ولأن السمع شرط النبوة , ولذلك ما بعث الله رسولا أصم ولأن السمع وسيلة إلى استكمال العقل بالمعارف التي تتلقف من أصحابها . ( وعلى أبصارهم غشاوة ) الأبصار جمع بصر والغشاوة من التغشية أى التغطية أى ختم على ابصارهم بغشاوة , ( ولهم عذاب عظيم ) وعيد وبيان لما يستحقونه في الآخرة والعذاب كالنكال من التعذيب العظيم ولهم من الآلام العظام نوع عظيم لا يبلغ كنهه ولا يدرك غايته , اللهم إنا نعوذ بك من هذا كله يا أرحم الراحمبن .