16 سبتمبر 2025
تسجيللعل من أكثر المشاكل التي لم نكن نعاني منها وأفرزها لنا الحاضر، هي مشكلة الازدحام الشديد الذي بات وحشاً يفترس أوقاتنا وأعصابنا، حتى لايكاد أحدنا يغادر بيته إلا ويبدأ الضغط النفسي عليه ، ويبدأ سباقه مع الزمن خاصة حين يكون الموظف مستعجلاً ويسابق الزمن من أجل الوصول إلى عمله ، أو حين يقع مع أحدنا ظرف طارئ ويصبح الوصول لمبتغاه حاجة ملحة تجعل من الازدحام عدواً لا يمكن النيل منه ولا مقاومته حتى، وحين يسابق الطلبة عقارب الساعة من أجل اللحاق بمدارسهم يكون الازدحام لهم بالمرصاد ، حتى حين أصبح الجميع يحسب مسبقاً حسابه للوقت وكم سوف يكلفه ذلك، إلا أن الشوارع باتت لا تعرف قانون الحسابات.وبالرغم من ذلك فلسنا هنا بصدد الحديث عن تلك المعاناة بقدر ما نريد أن نطرح مشكلة ردود أفعالنا في الازدحام، فقد أصبحنا وللأسف الشديد نرى ونسمع ما يشعرنا بالخجل من أنفسنا ومما وصل إليه البعض من ترد في الأخلاق ، وسرعة الغضب التي تجعل من بعض المستخدمين للطرق بمثابة قنبلة موقوتة، من الممكن أن تنفجر في أي وقت يشعل أحدهم فتيلها بكلمة من النافذة أو حتى بإنحراف عن مساره ، أو بالتعدي على أولويته في الطريق أو غير ذلك ، فسرعان ما ينفجر، ومنهم من يثور حتى لا يصبح قادراً على التوقف كبركان ثائر يحرق من أمامه.وعلى الجانب الآخر هناك من نرى خلقه العالي ودماثة أخلاقه تتجلى في قيادته الراقية ، وفي ردود أفعاله بين السيارات العالقة ، فيشير لغيره بالعبور حتى ولو على حساب وقته ، ويحترم من حوله كاحترامه لنفسه ، ويرسم بسمو تصرفاته على الشارع أجمل صورة للرقي والذوق والأخلاق.تذكر يا من ترتاد الطريق قول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه "أقربكم مني منزلاً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً".فلنحسن أخلاقنا فقيادتنا في الطرقات هي عنوان شخصياتنا .