15 سبتمبر 2025

تسجيل

حوار صراع المذاهب!

12 يونيو 2013

سادت في العقود الثلاثة الماضية موجة حوار المذاهب، ولعب العامل السياسي الدور الأكبر بين الرموز والقيادات المذهبية المتباينة في تقريب وجهات النظر وممارسة التقية، وساعد على ذلك الطرف الآخر في المعادلة، العدو الإسرائيلي، والمزايدات على تبني والدفاع عن القضايا العربية الإسلامية، ومواجهة الامبريالية والاستعمار والشيطان الأكبر وشقيقه الأصغر. المشهد اليوم يبدو مختلفا وتحولت الموجة من تقارب وحوار إلى صراع ومواجهة مفتوحة يلعب فيها العامل السياسي أيضا الدور المحوري الأكبر يبرز في الأزمة السورية، وتهميش وعزل السنة في العراق، تورّط حزب الله اللبناني ومشاركته القتال بسوريا ضد الجيش الحر ودعم النظام البعثي الدموي والانحياز لنظام الأسد ضد شعبه، وتدخل إيران ومحاولة سيطرتها على المنطقة. التصريحات التي أطلقها الدكتور يوسف القرضاوي مؤخرا جاءت مدوية حينما قال "إنني ظللت لسنوات أدعو إلى التقريب بين المذاهب وسافرت إلى إيران أيام الرئيس السابق محمد خاتمي، هم ضحكوا عليَ وعلى كثير مثلي وكانوا يقولون إنهم يريدون التقريب بين المذاهب" سبقتها تصريحات رددها شيخ الأزهر أحمد الطيب في إدانته التدخل «الطائفي» لحزب الله وإيران، في سوريا، لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في قمع الشعب السوري، رد عليها بشدة القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي صدر الدين القبانجي وغيره من المحسوبين على المعسكر الآخر. تقرير مجلة "الفورين بوليسى" الأمريكية يشير إلى أن المذابح المروعة التي ترتكب داخل سوريا زادت المخاوف بشأن أن تتسبب الحرب السورية فى انتشار حرب "سنية – شيعية" في جميع أنحاء الشرق الأوسط- وهى المخاوف التي عززها تصاعد أعمال العنف فى العراق، والمواجهات فى البحرين والتوترات الدائمة التي لا يمكن احتواؤها فى لبنان، سوف تعيد صياغة السياسة الإقليمية. أما تقرير معهد بروكينجز الأخير فيذكر أن الانقسام الشيعي السني سوف يحل محل النزاع بين المسلمين والغرب، كما أنه يمكن أن يحل محل القضية الفلسطينية كقضية مركزية في الحياة السياسية العربية.