13 سبتمبر 2025
تسجيللم يعد مقبولاً من دول منظمة التعاون الإسلامي، ولا من جامعة الدول العربية الوقوف موقف المتفرج أمام ما يحدث في فلسطين المحتلة، خاصة في القدس الشريف من اعتداءات إسرائيلية مستمرة على المقدسات الدينية، التي لم تستهدف الإسلامية فحسب، بل طالت المسيحية، بهدف واضح مخطط له ومدروس، يسعى إلى تهويد المدينة، وطمس معالمها الثقافية والدينية والتاريخية، وتهجير عائلاتها الفلسطينية، ومحاولات هدم المسجد الأقصى واستباحة حرمته، في انتهاك فاضح لجميع القوانين والاتفاقيات الدولية، وتحدٍ صارخ للشرعية الدولية، خاصة لوائح اتفاقية "لاهاي" لحماية الآثار التاريخية والدينية، في سبيل استكمال مخططها الاستيطاني الهادف إلى السيطرة الكاملة على المدينة. هذه التطورات الخطيرة، وما يترتب عليها من تغيير شامل لمعالم القدس، وتهديد بات محدقاً بالمسجد الأقصى المبارك، الذي أصبح تدنيسه عادة يومية للمتطرفين اليهود، كما أن هدم أساساته بات خطراً داهماً ومسألة وقت، بحجج ودوافع وذرائع تلمودية واهية، كل ذلك يدفع إلى ضرورة تحرك عربي — إسلامي جماعي، أخذت قطر زمام مبادرته بإعلان حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في قمة الدوحة العربية الأخيرة، في مارس، بإنشاء صندوق لدعم القدس بقيمة مليار دولار، تسهم قطر بربعه، لتمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف، وتعزز صمود أهلها. ولعله من المناسب هنا أن يضع مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في مدينة باكو بجمهورية أذربيجان، الآلية التنفيذية لعمل هذا الصندوق. بهذه المناسبة دانت دولة قطر بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وممارساتها الرامية إلى تهويد مدينة القدس في أعمال الدورة الثالثة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة حالياً في جنيف، حيث بات عدد المستوطنين في القدس الشرقية أكثر من عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، مما يؤكد حتمية التحرك لإنقاذ القدس قبل فوات الأوان.