11 سبتمبر 2025
تسجيلارتفاع تكاليف الزواج مشكلة اجتماعية كبيرة تواجه الشباب المقبلين على تأسيس حياتهم الجديدة وتمنعهم من الارتباط او تؤخّرهم عنه ومن اهم عوامل هذه المشكلة هو المغالاة في المهور وارتفاع تكاليف صالات الأفراح التي أصبحت ترهق ميزانيات الشباب حتى اصبحت عائقاً حقيقياً أمام فكرة الزواج مما قد يضطر الكثيرين إلى الدين لتوفير التكاليف مما يدخلهم في دوامة الدين في بداية مشوار حياتهم الزوجية، بل ربما تكون سبباً في إحداث الفرقة بين الزوجين وحدوث الطلاق وبالتالي تدمير بنيان الأسرة في مهدها. ولا شك أن دور المجتمع ضروري في المساهمة في حلّ مثلّ هذه المشاكل بالعمل على توفير قاعات بأسعار رمزية يخفف عبء الزواج على الشباب ويشجعهم على الاقبال على إكمال نصف دينهم ولقد سعدت جدا بإعلان دار الإنماء الاجتماعي، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن بدء أعمال مشروع لتنفيذ وإدارة قاعات الافراح، حيث سيتم تنفيذ 8 قاعات أفراح موزّعة على مناطق الدولة المختلفة خلال 5 أعوام قادمة، وذلك اعتبارا من سبتمبر المقبل.. ويتركز الهدف الرئيسي على توفير قاعات أفراح بفئات مختلفة من حيث الحجم والطاقة الاستيعابية وكذلك من حيث التكلفة المالية التي تضمن لفئة الشباب القدرة على تغطية تكاليف وأعباء حفلات الزواج وغيرها من المناسبات الاجتماعية، وكذلك تضمن التوزيع الجغرافي لهذه القاعات بحيث تتمّ تغطية مناطق الدولة، وبما يحافظ على العادات والتقاليد القطرية الراسخة. إنني أشيد بهذا المشروع وأتمنّي أن تطرح إلى جانب ذلك أفكار أخرى منها تخصيص ساحات لإقامة مختلف المناسبات فيها في الأحياء والمناطق من الأعراس أو الاحتفالات في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية خاصة أن كثيرا من المواطنين يفضلون نصب الخيام عند إقامة أعراسهم وهذه الساحات توفّر لهم هذه الخدمة.. خاصة ان المشروع سوف يمتد لخمس سنوات لتكون هذه المجالس حلا لمشكلة توفير قاعات للأعراس بأسعار رمزية توفّر وتقدّم خدمة للمواطنين من سكان هذه المناطق. كما ادعو أولياء الأمور للمساهمة في تيسير الزواج بعدم المغالاة في المهور حتى لا تزداد النفقات على الشباب فيبتعدون عن طلب الزواج فتكثر العوانس في المجتمع، فنفتح بذلك أبواب الحرام على مصراعيها. فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مُئُونَةً "، ولهذا فإن التوسّط والبعد عن الإفراط والخيلاء وحب المظاهر، من أسباب السعادة الزوجية والتوفيق بإذن الله، وهو أمر مطلوب من الأغنياء والوجهاء قبل غيرهم؛ لأنهم هم الذين يصنعون تقاليد المجتمع، والآخرون يتشبّهون بهم. أن كثيرا من الشركات الوطنية الكبرى يمكن لها أن تقوم بدور في تنفيذ هذه المشاريع، فهناك الكثير منها ساهم في دعم الكثير من المشاريع وحينما تتوافر لها الفرصة المناسبة فإن هذه الشركات سوف تساهم في إقامة ودعم مشروع بناء قاعات أعراس وأن تؤجّر بأسعار رمزية وألا يكون هدفها ربحيا وإنما تقديم العون والمساعدة للمواطنين الذين أحرقتهم نار أسعار القاعات الخيالية. وأرى ضرورة دعم هذا المشروع، حتى يكون هناك تكافل وترابط اجتماعي والشعور بالمسؤولية وابتعاد عن العقبات التي كانت تقف أمام الشباب في الإقدام على فكرة الزواج.