10 سبتمبر 2025

تسجيل

حرب غزة: تصعيد وتهديد بايدن ضد إسرائيل ظاهرة عابرة

12 مايو 2024

السؤال المهم هل هناك خلافات بين إدارة الرئيس بايدن وحكومة الحرب الإسرائيلية المتطرفة بقيادة نتنياهو في حرب الإبادة على غزة للشهر الثامن على التوالي؟ وذلك بعد قرار بايدن الأسبوع الماضي تجميد شحنة أسلحة قنابل موجهة زنة الواحدة 2000 رطل بعدما طفح الكيل، للرد على استمرار نتنياهو وحكومته بالتصعيد وإجهاض جميع المبادرات لوقف الحرب والعمل على صفقة لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات لتخفيف الضغط المتصاعد على الرئيس بايدن مع اقتراب حسم انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد 6 أشهر. وما هي تداعيات وتقلبات ومواقف الرئيس بايدن من دعم إسرائيل بلا سقف وحدود في حرب إبادتها على غزة عسكرياً ومالياً وبغطاء سياسي واستخدام الفيتو في مجلس الأمن بإسقاط قرارات وقف إطلاق النار، وآخره الشهر الماضي منع فيتو أمريكي منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة! في تحد للمجتمع الدولي بأسره!. في الواقع لا مكان لخلاف استراتيجي أمريكي-إسرائيلي عميق بسبب استثنائية العلاقة ولكون إسرائيل الحليف الأهم والأقرب في المنطقة، ولكونها قاعدة إقليمية متقدمة تُوصف بحاملة طائرات أمريكية. أشرت في مقالي في القدس العربي قبل أسبوعين إلى كيف أن إسرائيل تحولت لعبء استراتيجي مكلف للولايات المتحدة والغرب. مدللاً على حجم الدعم الدائم وبلا سقف وآخره تخصيص 26 مليار دولار منذ شن حرب غزة، بالإضافة لـ 3.8 مليار دولار سنوياً. بلغ مجمل ما قدمته الولايات المتحدة من مساعدات مالية وعسكرية أكثر من 300 مليار دولار منذ النكبة عام 1948. ما يجعل إسرائيل الدولة الأولى التي تتلقى مساعدات مالية وعسكرية على مستوى العالم. واليوم نظراً لتقلبات وتناقضات مواقف إدارة الرئيس بايدن بالتعامل مع إسرائيل من دعم كامل بلا سقف إلى تجميد شحنة السلاح - وتقرير وزارة الخارجية الأمريكية المتناقض - صدر قبل أيام. ينتقد التقرير طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أمريكية بغزة دون وقف إرسالها!! فيما يؤكد أن «اعتماد إسرائيل الكبير على أسلحة أمريكية يرجّح استخدامها بعمليات لا تتماشى مع القانون الدولي!! لكن لا تتوافر معلومات كافية للتأكد من خرق إسرائيل للقانون الدولي الإنساني باستخدام السلاح الأمريكي لكن هناك احتمالا بذلك، ما هذا التناقض العجيب؟ فيما أتهم الرئيس بايدن إسرائيل بتجاوز الحدود وارتكاب عمليات قصف عشوائي في غزة، ما يهدد مكانة إسرائيل في المجتمع الدولي. ثم يهدد إسرائيل بتجميد قنابل وذخائر إذا شنت حربا على رفح، ويناقض نفسه بأن إسرائيل لم تتجاوز خطوطه الحمراء!. برغم تأكيد الرئيس بايدن ومفوض السياسة الخارجية الأوروبية بوريل وأمين عام الأمم المتحدة ومنظمات دولية وإنسانية من خطورة اقتحام رفح دون حماية المدنيين لتسببه بكارثة إنسانية وسقوط ضحايا بأعداد كبيرة، لكن نتنياهو وحكومة الحرب شنت عملية عسكرية على رفح. يجد نتنياهو نفسه في توازنات صعبة لاجتياح وتوسع العمليات العسكرية، ووصلت لاستفزاز مصر التي انتقدت تصعيد إسرائيل، لخرقها المادة الرابعة من اتفاقية كامب لعام 1979 التي تنص على إقامة مناطق منزوعة السلاح على جانبي الحدود. وذلك لإرضاء الجناح اليميني في تحالفه الأكثر تطرفاً في تاريخ حكومات الاحتلال. لتجنب سحب الثقة وإسقاط حكومته ومحاكمته ونهايته السياسية. لا شك استفز تزامن اجتياح نتنياهو لرفح الرئيس بايدن خاصة أنه حدث بعد يوم واحد من إعلان حماس بمشاركة مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية وقطر ومصر بالمفاوضات مع رغبة الرئيس بايدن بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار على مراحل وطويل الأمد للتمهيد لصفقة معقولة لتبادل الأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات، وليس قبل إجلاء المدنيين النازحين من رفح. ما يعني تعمد نتنياهو تحدي وإحراج بايدن علناً. خاصة بعد تكرار تحذير الرئيس بايدن منذ بدء الحرب برفض شن عملية عسكرية على رفح قبل إجلاء المدنيين-وتأكيده لن نزود إسرائيل بأسلحة هجومية. وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن تعليق الأسلحة يعد علامة فارقة في العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. دفع موقف بايدن وقف شحنة السلاح نتنياهو للتأكيد سندافع عن أنفسنا ولو بمفردنا وبأظافرنا، كما تهكم وزير الأمن الوطني المتطرف ايتمار بن غفير بمنشور مستفز من ثلاث كلمات «حماس تحب بايدن» ووضع صورة قلب أحمر! في تحدٍ ورفض علني مستتر لقرار الرئيس بايدن! برغم مساندته ومنحه إسرائيل دعماً وسلاحاً وغطاء سياسيا وفيتو والمشاركة بإسقاط مسيرات وصواريخ إيرانية، لم تكن مضادات قوات الاحتلال قادرة بمفرده على إسقاطها وباعترافها. لفهم أسباب تقلبات موقف الرئيس بايدن وإدارته من دعم إسرائيل ثم توجيه انتقادات ناعمة والتحذير من اقتحام رفح دون تأمين المدنيين ورفض شن عملية واسعة والاكتفاء بعملية محدودة تستهدف كما ذكر وزير الدفاع عناصر وقيادات حماس في رفح هو سبب سياسي. لا تعارض إدارة بايدن عملية عسكرية محدودة للقضاء على قيادات حماس في رفح. ولكن دون التسبب بخسائر بشرية كبيرة تضاف لـ 35 ألف شهيد و10 آلاف مفقود تحت ركام منازلهم و80 ألف مصاب و2 مليون نازح ومشرد - ورفض إدخال مساعدات من معبر رفح! ما يجعل بايدن وإدارته شركاء في حرب الإبادة، وهذا ينعكس سلباً على شعبية ومكانة بايدن ويهدد فرص فوزه في انتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم حسب استطلاعات الرأي. كما أن الكلفة السياسية الكبيرة لدعم بايدن اللامحدود للحرب على غزة تسببت بشرخ وانشقاقات وغضب داخل الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، وبانتقادات واتهامات من قيادات وأعضاء في الحزب الجمهوري بعد تجميد شحنة الأسلحة باتهامه بدعم حماس والتخلي عن إسرائيل. وكذلك بمظاهرات طلبة الجامعات الغاضبين! وبرغم تشدق أمريكا باحترام حرية الإعلام والصحافة، لم ينتقد بايدن قرار إسرائيل إغلاق ومنع بث قناة الجزيرة! واضح ما يجري بين واشنطن وإسرائيل هو أزمة عابرة.