22 سبتمبر 2025

تسجيل

المجاهرة بصفقة القرن والموقف المطلوب

12 مايو 2019

بدأت المجاهرة بخطة الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة بصفقة القرن تتسلل عبر وسائل الإعلام، حيث تشير التقارير إلى أن الخطة سيتم الإعلان عنها بعد شهر رمضان. ورغم ترويج بعض الأنظمة العربية للصفقة طمعاً في مكاسب وصمت البعض الآخر عنها خوفاً من العقاب، فإنه يبقى من الضروري المبادرة برفضها علناً بعد أن تمت المجاهرة بها على أكثر من مستوى. على أن الادعاء بأن فشل الإدارات الأمريكية المتعاقبة في إحلال السلام في الشرق الأوسط وحل قضية فلسطين لا يمكن أن يكون مبرراً لطرح صفقة مشبوهة منحازة للإسرائيليين على حساب الفلسطينيين الذين أكدوا قيادة وشعباً أن الصفقة المطروحة استسلام لن يقبله الفلسطينيون ولن تقبله الشعوب العربية التي أثبتت الثورات والانتفاضات أن كلمتها هي المسموعة وأن لها اليد العليا في تقرير مصير البلدان، وفي مقدمتها مصير القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين الأولى وهي الحقيقة التي يجب أن يدركها عرابو صفقة القرن.إن على واشنطن أن تدرك أن تمرير قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يبقى إجراءً غير شرعي لن يتبعه تمرير الصفقة المشبوهة ولن يسوغ لها إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وفق ما تتضمنه خطة السلام المزعومة فهي لن تأتي بالسلام الذي لن يكون إلا استسلاما لرغبة إدارة من إدارات متعاقبة وإن قبلتها أنظمة عربية ضعيفة بحساباتها الضيقة وخوفاً على استقرارها وستظل القدس عاصمة دولة فلسطين العربية. إن على الأنظمة العربية الخائفة من رفض الصفقة أن تحتمي بشعوبها في رفض أي تنازل عن شبر من فلسطين، فالصفقة المزعومة ليست أساس اتفاق حقيقي للسلام ولكنها مذكرة استسلام لن يوقعها الفلسطينيون الطرف المعني بأي خطط للسلام مع الكيان الإسرائيلي.