13 سبتمبر 2025

تسجيل

أين معارض الأطفال؟

12 مايو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عندما تجاوز الفنان العالمي "بابلو بيكاسو" الثمانين من عمره صرخ قائلاً: أريد أن أرسم كما يرسم الأطفال! لم يكن الصراخ عبثًا بل كانت مقولة تعبر أشدَ التعبير عن أهمية فنون الأطفال، حيث إنها تشكل الحالة الأكثر صدقاً، فالطفل هو الفنان الذي يرسم الجوهر الحقيقي، لا يأبه لجمهور ولا لمطبلين ولا نقاد ولا مجاملين. إنني أدعو لإطلاق مبادرة قوية في الدولة تعني بفنون الطفل، الأمر الذي ستكون له ثماره على مستقبل الحركة الفنية في قطر، من خلال اكتشاف المبدعين في وقت مبكر، والذين عانوا أمداً بعيداً من غياب الرعاية الجادة لإبداعاتهم. ما أقوله هنا ليس عصيا على التنفيذ بسب قلة الدعم ولكن حال أصحاب القرار إنهم ما زالوا لا يؤمنون بالكنز الإبداعي لفن الطفل ولدعم القضية لتكون كإشارة بدء وثيقة العقد الثاني لحماية الطفل (2000-2010) الصادرة عن المجلس القومي للطفولة والأمومة والمتضمنة تنشئتهم على ثقافة قوامها الإبداع، وأن تحتل قضايا الطفولة مكانها اللائق من الاهتمام باعتبارها المركز والجوهر لكل خطط المستقبل، وأمام وضعنا الراهن الواهن فإننا لا زلنا نقرأ ونسمع عن وجود مشكلة حقيقية تتعلق بفنون الطفل القطري، وبالرغم من التوهان الذي تعاني منه قلة الاهتمام بالمعارض على أرض الواقع. لقد تفاجئنا بحصد طلاب مدارس قطر لسبع ميداليات في معرض فن الطفل الثاني والأربعين والذي أقيم بمملكة البحرين في مارس الماضي! لقد كان فوزهم هو فوز لدولة قطر، و في نفس الوقت هو وصمة على محيا الذين لا يلقون بالاً للمبدعين! وحتى لا نطيل في تقليب أيادينا حسرة وندامة لا بد من التفكير اليوم وليس غداً بمشروع وطني نحيي فيه فن الطفل ليصبح واقعاً ملموسا، فالطفل الموهوب فنياً ثروةً وطنيةً حقيقية وهم وسيلتنا إلى مواجهة التحديات لذا لابد من التسابق والسعي في الكشف عن المبدعين، والمهم هنا ألا يكون الهدف من هذه المعارض هو حصول بعض المشاركين على الجوائز والكؤوس توزع خلال احتفالية، ولكن الأهم هو إقامة الورش الإبداعية بإشراف مبدعين حقيقيين لا مزعومين للارتقاء بفن الطفل حقيقة لا وهماً، والرعاية والمتابعة من قبل القائمين وإلا فسوف تظل المشكلة قائمة وعالقة تنتهي بإحباط الموهوب، فالفن يجب أن يعامل كما يعامل العلم وأن نضع له معايير حقيقية و بشكل علمي ومنهجي حتى نغرس في الطفل ديموقراطية العلم والفن ونشأة جيل على حب الفن والثقافة وارتياد صالات العرض والمسارح واحترامها فنربي في الطفل أن يتعلم المسؤولية وفن القيادة من خلال الفن والجمال.ترنيمة أخيرة إن تحفيز ظهور الموهوبين يؤدي إلى العصور المزدهرة وعلى العكس تماما فإن طمسهم يؤدي إلى العصور المظلمة، ولكم القرار.