11 سبتمبر 2025

تسجيل

ما تستحقه كي تدرك معنى الحياة

12 مايو 2015

على الرغم من أن الالتزام بالوعود عادة أحب من التمسك بها وبشدة، إلا أن تعديلها والنظر في أمرها (تلك الوعود) بحسب ما تتطلبه الظروف؛ كي نخرج بالأفضل (كما جرت العادة) يُجبرني على تقبل (فكرة الاستثناء)، التي أجبرتني هذه المرة أيضاً على إعادة النظر في آخر (وعد) كان بيني وبينكم، وتحديداً ما كان مني في آخر مقال جمعني بكم وكان بعنوان (آخر ما سأقوله عن لمار)، حيث وعدتكم حينها بأن الحديث عن أول نص مسرحي لي، ألا وهو (إلى أين ذهبت لمار؟) سيقف عند ذاك الحد، ولن أتطرق إليه من جديد، وما يستحق مني التوقف عنده في هذه اللحظة هو أني وحين أذكرها (لمار) لا أتحدث عن النص بشكل خاص، ولكني أتحدث عن المسرح بشكل عام (كما يروق لي)، وعليه فليعذرني كل من يتابع كلماتي حين أكرر ذكر (لمار) في كل مقال أكتبه. والآن وبعد هذا التوضيح، لا شك أنني سأخبركم عن علاقة ما قد سبق ذكره بـ (لمار)، وهو أني وحين أخذتني الظروف نحو (المسرح) من جديد، أدركت أن (لمار) لا تريد التوقف، حيث قررت لها ذلك، ولكنها تريد الاستمرار في حياتي رغماً عن الظروف، والدليل هو أني وبعد أن حسبت أن المسرح سيهدأ قليلاً، وجدته وقد أعلن حضوره وبقوة، وتحديداً بعد أن حصلت على الكثير من الفرص التي حرص أصحابها على أن أظل متمسكة بالمسرح أكثر؛ لأتلفت إليه فيكون كرفيق درب له مكانة عظيمة لم يسبق لي وأن أدركتها من قبل، فكانت (أي تلك المكانة) هي من قد بررت عودتي إلى الحديث عن (لمار) من جديد، حتى وإن قررت التفرغ لأمور أخرى في الحياة أشعر بميل قلبي نحوها، ولكنها ستشهد غيابي عنها؛ من أجل لمار، والوعد بأن ألتفت إليها من جديد في القريب العاجل، وتحديداً بعد أن أدرك ما يُخفيه لي المسرح؟ إن ما يستحق الذكر من بعد تلك المقدمة التي بدأت بها هذا اليوم، وشعرت بحاجتي إلى تسليط الضوء عليه من بعد تجربة حملتني على ذلك هو التالي: كي نخرج بأفضل النتائج في حياتنا فلا شك أن وضع الخطط هو الحل الأمثل الذي سيُحقق لنا ذلك؛ لذا من الطبيعي أن نسير نحوه ذاك الحل، الذي يُجبرنا على الالتزام به، ومن الطبيعي أيضاً أن نشهد بعض التغييرات التي ستطرأ علينا حين نواجه جملة من الظروف المخالفة لتلك الخطة؛ لنشعر معها بعجز عن التفكير، لن يتمكن من تجميدنا؛ لنقف حيث نحن، ولكنه سينحني احتراماً حين يجد منا معالجة صحيحة (تكون) بعد أن نُجري التعديلات والتغييرات اللازمة؛ لنتم من بعدها الرحلة ونتابع ما قد بدأناه، وإنها لحقيقة أكدت عليها العديد من التجارب الصادقة، التي أخذت بأصحابها مباشرة إلى الهدف دون أن تشهد العملية من التأخير شيئاً، وعليه فهي رسالة واضحة لكل من يرغب بالتألق: حدد ما تريده أولاً، ضع الخطة المناسبة، وانطلق دون أن تسمح للمخاوف بأن تكبحها تلك الرغبة، ودون أن تستسلم للظروف حتى وإن جاءت مُخالفة لخطتك التي سبق لك وأن وضعتها. تمتع بشيء من المرونة؛ كي تتمكن من تغيير الخطة دون أن تتشوه؛ لتصبح كمسخٍ لن تقبل به أبداً؛ لأنك ستخاف منه ولن تصدق بأنك من قد صنعه، وأخيراً وكي تنجح في كل ما سبق يجدر بك تذكر حقيقة واحدة وهي: ألا تستعين إلا بالله؛ لأنك وإن فعلت والإيمان يسطع من قلبك فستجد ضالتك، وستحقق مرادك، وبإذن الله تعالى سيكون لك ما تريد؛ لذا كن مُخلصاً لذاتك، وحدد ما تريده من الآن؛ كي تباشر بتنفيذ كل ما قد سبق حتى تبلغ مرادك دون أن تُسلم وتستسلم أبداً.وماذا بعد؟ هناك ما يستحق مني التحدث عنه وإن كان ذلك في سطور لابد وأن أتقدم بها يدفعني وبقوة إلى فعل ذلك هوية من سأتقدم له بما أريد وهو كل من يشعر بانعدام رغبته في العطاء، الذي يحتاج إليه قبل غيره؛ ليستيقظ ذات يوم ويفكر بوضعه ويقرر ومن بعد لحظات طويلة من التفكير بالتجمد حيث هو، والاكتفاء بما هو عليه: لا تقف حيث أنت، ولا تسمح للظروف القاسية بفرض ما تريده عليك؛ كي تصبح كلعبة تُحركها كما تحب، ولكن كن قاسياً معها، وحافظ على ما تمتلكه ولا يفعل غيرك، (والحديث عن كل جميل تتمتع به في داخلك وتبحث له عن فرصة حقيقية للازدهار)؛ لأنك وإن فعلت فلن تجد منها تلك الظروف سواها الطاعة المصحوبة بكثير من (الخجل)، الذي سيتكون لحظة خسارتها الفادحة أمام ما تتمتع به من إصرار على الفوز. وأخيراً تذكر أن النجاح، الفوز، والتألق كلها مفاهيم تكتبها بيد انتصاراتك متى كانت منك، والحق أنها ستكون متى أدركت قيمتك وقيمة ما تعيش من أجله، وعليه فكر بما تريد؛ كي تصبح ما تريد أن تصبح عليه، وحتى تفعل فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي الغالي.