15 سبتمبر 2025
تسجيلأيادي قطر البيضاء على القضية الفلسطينية؛ والداعمة لها سواء كان سياسيا داخل أروقة المنظمات الدولية والإقليمية؛ أو ماليا على مدى العقود الماضية يشهد لها القاصي والداني؛ وأصبحت محل تقدير على الساحتين العربية والإسلامية؛ وهى مواقف وخطوات تؤكد الالتزام القومي الذي تنطلق من خلاله السياسة القطرية.وبالأمس جاءت شهادة جديدة لتلك المواقف القطرية الناصعة خلال الندوة التى نظمها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فى الحي الثقافي "كتارا" تحت عنوان "القدس والأقصى بين المؤامرة والمواجهة"؛ حيث أثنى المشاركون فيها على تلك التحركات القطرية؛ واعتبروها تعبيرا عن الالتزام الأمين لقيادتها بقضايا وهموم الأمتين العروبية والإسلامية.وبالمقابل انتقد الاتحاد بلسان رئيسه يوسف القرضاوي العجز العربي والانقسام الفلسطيني والوهن الإسلامي والتقاعس الغربي والتفرد الأمريكي والغياب العالمي، مشددا على ضرورة ألا يبتعد المسلمون عن قضية القدس.ولعل استضافة الدوحة الأسبوع الماضي للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس؛ لتتويج اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية؛ خير برهان على الموقف القطرى العروبى الاصيل؛ الساعى الى لم الشمل ووحدة الصف الفلسطيني. كما تأتي فى نفس الاتجاه مواقف الدوحة من مدينة القدس والتحديات التى تواجهها؛ وعلى رأسها مخططات التهويد؛ ومصادرة الأراضى الفلسطينية لصالح برامج الاستيطان المتصاعدة.ويتجلى هذا الدعم فى صور كثيرة يتصدرها تأسيس القيادة القطرية لصندوق ووقفية القدس لدعم سكان المدينة، وفى هذا السياق كانت مبادرة الدوحة بوقف البرج الأعلى ارتفاعا في قطر وتخصص ريعه للقدس الشريف؛ لمواجهة الوضع الخطير الذي تفرضه سلطات الاحتلالالإسرائيلي لترحيلهم وإحلال سكان آخرين من اليهود مكانهم، وهى مبادرة متميزة وفريدة، وتعد نموذجا يحتذى يتعين على كل زعيم عربي وإسلامي الاقتداء به، في سبيل تعزيز الصمود الفلسطيني ودعم المقدسيين في وجه الاحتلال وممارساته الوحشية. كما قدمت قطر مؤخرا منحا مالية للخزانة الفلسطينية بقيمة 150 مليون دولار؛ وانطلاقا من التزام الدوحة بعدم التفرقة بين فلسطيني الضفة وغزة؛ فانها بدأت فى تنفيذ سلسلة مشروعات للتنمية فى قطاع غزة؛ وعلى رأسها مشروع مدينة حمد السكنية؛ فضلا عن إقامة المدارس والمستشفيات بالاضافة الى الدعم المالى المتواصل لحكومة غزة.يلحظ المراقب بلا ادنى شك أن تلك المواقف التى تتمسك الدوحة بها لدعم الاشقاء فى فلسطين؛ تؤكد ان القضية الفلسطينية ستبقى فى القلب القطري قيادة وشعباً.