11 سبتمبر 2025

تسجيل

المنطقة وخطر الانزلاق للمزيد من العنف

12 أبريل 2024

ظلت دولة قطر تحذر من انزلاق المنطقة إلى دائرة عنف أوسع، منذ بدء العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، في أكتوبر الماضي، وما نجم عن ذلك من تداعيات خطيرة امتدت خارج قطاع غزة والأراضي الفلسطينية ومن بينها القصف المتبادل بين حزب الله اللبناني، وجيش الاحتلال الإسرائيلي عبر الحدود الدولية، وكذلك التصعيد الذي جرى فيما يتعلق بتهديد الملاحة في البحر الأحمر من خلال استهداف جماعة الحوثي في اليمن للسفن الإسرائيلية والغربية الداعمة للكيان الإسرائيلي، تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض إلى حملة إبادة جماعية في غزة. ولم تكتف الدبلوماسية القطرية بهذا التحذير، بل نشطت من خلال اتصالاتها المستمرة مع كل الأطراف ذات الصلة لتجنيب المنطقة خطر الانزلاق إلى دائرة عنف أوسع، وفي مقدمة هذه الجهود يأتي الدور البارز الذي لا تزال تقوم به في الوساطة الجارية بين حركة حماس وإسرائيل للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، باعتباره الركيزة الأساسية للتهدئة في المنطقة. ومع كل هذا الحراك، تبدو الأوضاع في المنطقة مرشحة لتصاعد التوتر بشكل أكبر من أي وقت مضى، مع ازدياد التقارير بشأن استعداد إيران لتوجيه ضربة صاروخية إلى إسرائيل ردا على الغارة الجوية على قنصليتها في دمشق، وهو أمر يفرض تكثيف الحراك الدبلوماسي، على المستويين الإقليمي والدولي، من أجل احتواء وتجنب أي تصعيد جديد وحث الأطراف على ضبط النفس لضمان عدم زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. إن إسرائيل بسلوكها العدواني وانتهاكاتها السافرة للقانون الدولي، تتحمل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري في المنطقة وتداعياته، وما لم يتحرك المجتمع الدولي لمحاسبتها على أفعالها، سيصبح من الصعب تجنب التصعيد في المنطقة. إن الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام والاستقرار بشكل مستدام في المنطقة تبقى هي الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية في إطار المبادرة العربية، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف.