10 سبتمبر 2025
تسجيليمشي مُتثاقلاً، يضربُ كفاً بكف، يكاد الدمع يتقطر من عينيه لولا بقايا من كبرياء ! أين يذهب وإلى من سَيَشتكى؟! قررت إدارة الشركة تأخير ميعاد استلام الموظفين رواتبهم الى ما بعد اجازة العيد، وهو ما جعل هذا القرار بمثابة الصدمة لَهُ ولكل الموظفين الذين عقدوا الآمال الطويلة على هذه الرواتب. ماذا يفعل رب الأسرة الآن؟! لقد رتب نفسه على قبض راتبه فى هذه الأيام، سيشترى منه ملابس العيد، وسيجهز العيديات ولوازم الضيافة، لكن الأمورالآن انقلبت رأساً على عقب، واختلجت الأسئلة مرة أخرى برأسه ماذا يقول لزوجته وأطفاله المُتَلَهِفِين لِفَرْحَةٍ تَأَخَرت كثيراً ؟! مرت تلك الدقائق كَسَحَابة سوداء كادت تَكتُم أنفاسه،مما أطلق في نفسه الحُزنُ على عُمْرهِ الذي ضاع في خدمة الشركة، وَهُوَ الذي يتقاضى أقل الرواتب، على الرغم من حصوله على شهادة جامِعية، كل هذا كان راضياً به، المُهِم أن يعمل ولا يكن كَلاً أوعَالة على أحد، ماذا يفعل الآن وليس في جيبه سوى بضع الريالات ! لم يكن أمامه سوى الدُعَاء والتَضَرُع إلى الله، فلازال قلبُه ينبض بشئ من التسليم لحكمة الخالق وقضائه. وبالفعل جاءته البشرى ! لقد ناداه صوت الهاتف، فَحَاول بِجِدِ أن يرد بعد الضغط على اللون الأخضر جيداً كما علمه الأستاذ فوزي مدير قسم المبيعات الذي أعطاه إياه كَهَدِيةِ، لاسيما وَأنَهُ كان سيتخلص منه بأي حال بعدما اشترى هاتفاً جديداً. - آلوه، من ؟ - أَلَمْ تسجل رقم هاتفي عندك يا عَم أحمد ؟! - أستاذة بسمة ؟ - نعم أنا هي، كيف حالك يا رجل يا طيب ؟ - الحمد لله بخير، حضرتك كيف حالك والأولاد والأستاذ حسن ما أخباره ؟ - كلنا بخير والحمد لله، لذا لم تعد تأتي إلى الفيلا، هل لازلت مُغْضَباً منذ آخر مرة ؟ - لا، أبدا ولَكِنَك تعرفين الظروف وأنا لَمْ أتأخر عن خدمتكم. - مفهوم، مفهوم، عامة فلوسك المُتأخرة جاهزة عندي، تعالى وإن شاء الله لن نتأخر في الدفع مرة أخرى، أنت رجلٌ أمين ولا نستطيع الاستغناء عنك !، وسنحتاج إليك لبعض الأشغال والطلبات قبل العيد، كل عام وأنت بخير. تهللت أسارير الرجل وانطلقت بقلبه سجدة شُكر أنطقتها جَوَارِحُه « كمْ أنتَ كريمٌ يارب «