11 سبتمبر 2025

تسجيل

هل فكرت في أن تُفَكِر؟

30 سبتمبر 2023

نعم أعلم أنك تفكر دائماً قبل النوم في أمر ما، ربما تفكر في تغيير العالم وكسر كل القواعد والقوانين، وأحياناً يرتفع حماسك أكثر، فتعزم على تهشيم رأس مديرك المُتسَلط، وكسر أنف عدوَك المُتكبر، كما ستُقدم غداً على خطوة جديدة في حياتك ربما يتغير بها مجرى التاريخ. لن أزعج أفكارك بأكثر من هذا، فيكفيها بعض النوستالجيا (الحنين إلى الماضي) التي تهبط إلى أرض ذكرياتك، فَتُحدِث لك فرحاً ينتشي له صدرك فتضحك في دموع، ولكن كل هذا لا يَهٌم، فالمستقبل مُنفتح أمامك وغداً سيتغير كل شيء للأفضل، هكذا تزعم أفكارك. يحدث هذا قبل النوم، أما بعد الاستيقاظ من غفلتك لا تحرك ساكناً، فالعالم هو هو والناس هُم كما هُم، راحوا في شغل وغدوا في هَمْ!. وأنت أيها الوحش الكاسر وقلب الأسد الجسور ليلة أمس، أين أنت اليوم؟ أين عزمُك وأفكارك وطموحاتك وآمالك؟ لا شيء، لا تذكر شيئاً، أنت أيضاً لا شيء!. كيف ستُفَكر وأنت يحاصرك كل ما لَذَ وطاب من المُلهيات، ناهيك عن المغريات التي تجذبك من فن وتمثيل مبتذل وفيديوهات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. بحثت يائساً عن صحبة تعينك على الخير، فلم تجد أليس كذلك ؟! لقد كان هَمُهم هو دعوتك إلى الاستمتاع بمشاهدة مقلب جديد أو حفظ نكتة قديمة بالرغم من طول سردها، المهم هو أن تضحكوا ويمتلئ الهواء بأنفاس الدخان المتحشرج في صدوركم!، هل أحسست بألم أو وخز في الضمير الآن؟! هل استرجعت أفكارك النقية لتغيير الواقع والعمل فيما ينفع المجتمع؟ نعم أنت تفكر الآن بشكل صحيح. قلبك ما زال يحمل الخير، وعقلك سيلبي نداءك عندما تطلب، فلِمَ التكاسل والخمول؟ هل تُرَاوِدُك فكرة الفشل؟، هل تعلم أن «اديسون» مخترع الكهرباء، فشل ألف مرة قبل أن يضيئ عالمنا اليوم ويملأه نوراً وعلماَ؟ مَن مِنا وُلِد عالِماً في كل شيء ؟ ومنذ متى والأفكار تنجح من أول مرة ؟ اجعل الفشل هو أول طريقك للنجاح، فَبِه تدرك أخطاءك وعليه تبني تقدمك وإنجازك. غير أفكارك للأفضل فربما تتغير حياتك، واعلم أن العالم لن يُعيرك اهتماماً ما دمت لا تُقدر ذاتك وتدرك أنك تستطيع. في النهاية لابد أن أفشي لك سراً أرجوك ألا تخبر به أحداً، فأنا مثلك أُعاني من تلك المشكلة وأبحث عن فكرة جديدة أو نصيحة عاقل ربما يجد لي حلاً في تشتت أفكاري، ويبعث لي أملاً في تذكر عن ماذا كنت أكتب وفيما كنت أتحدث!