18 سبتمبر 2025
تسجيلإن أية وسيلة إعلامية، تلفزيونية، اذاعية، تواصل اجتماعي، ما لها من تأثيراتها على الأفراد والمجتمع وذلك مما يعرض عليها من مواد وبرامج مقدمة. قديماً كانت المسلسلات والأفلام تقدم الإشكاليات التي تتواجد في المجتمع، اجتماعية، اقتصادية أو قانونية، وتظهر هذا الخلل بشكل واضح وتعمل على إيصال هذه الرسالة إلى المشاهد بكل اريحية ووضوح. وقد تكون بعض المسلسلات التي عرضت الثغرات القانونية أو سوءا في تقديم الخدمات في الوزارات الخدمية وغيرها وعرضها ضمن مادتها المقدمة قد ساهمت في حل أو إيجاد حلول او تصحيح لتلك الاشكاليات، حيث عملت على ايصال رسالة بمعاناة أفراد المجتمع وأدت إلى لفت انتباه المسؤولين كل فيما يختص في شأنه، لتصبح هنا الرسالة هادفة ومن ثمارها البحث عن حلول. وهناك المسلسلات التي ارتبطت في طرحها بحياة البادية، وكيف عادت بنا أحداث هذه المسلسلات إلى ذلك الزمن، وإظهار وإبراز الصفات، الشهامة والمروءة وحسن الضيافة التي يتصف بها العرب والتي ألقت بتأثيرها الإيجابي على المشاهد. وهناك المسلسلات التاريخية الهادفة كفيلم عمر المختار، وفيلم الرسالة، وهذه الأفلام قد خُلدت؛ لما فيها من رسالة دينية، تاريخية، عربية، وهي تحمل الكثير من الاعتزاز بالنفس والهوية. ولتبيان خطورة الإعلام وأهميته، هو ما تقوم به بعض الدول الغربية في إيصال رسائلها من خلال الأفلام والمسلسلات ففي حين كان الشواذ في الماضي مادة مطروحة للسخرية وعدم وجود تقبل لهذه الفئة في المجتمع، فنرى اليوم تحولا كبيرا وتقبل المجتمعات لهم، بل اصبح الانسان السليم بفطرته يستميت بالدفاع عنهم تحت مظلة حقوق الإنسان!. وهذا القبول لم يأت من فراغ بل هذا نتاج سنين من العمل لتصل المجتمعات الى فكرة قبول هذه الفئة الشاذة، بل الترويج لهم ودعمهم!. وهذا ذاته ما نراه اليوم في المسلسلات العربية، من دعوى للانفلات الأخلاقي والخُلقي في المجتمعات تحت مسمى "اوبن مايند، وحضاره، والبُعد عن التخلف!". فالمشهد الأول الأم تحاكي ابنتها بشأن خيانة زوجها، وتحدثها ليس هناك شيء يسمى بالخيانة بل هذه تسمى نزوة والرجل تحدث معه هذه النزوات فعليها تقبل الوضع!. مشهد يحول الزنا وتحريمه إلى مجرد نزوة مقبولة في المجتمع! المشهد الثاني زوج يطلب من زوجته ارتداء ملابس السباحة العارية! فترفض بسبب وجود أصدقائه، ليحاكيها بأن الأمر عادي (فهذا يعتبر من التحضر) ولن يقوموا بالنظر اليها فهم قد نظروا الى اجساد كثيرة!. مشهد يدعو في باطنه إلى التجرد من الغيرة ويدعو الى الدياثة بقبول الزوج بتلذذ الغير برؤية جسد زوجته!. هذه المشاهد المتكرره تعمل على جعل عقل المتابع يألف هذه المشاهد الساقطة وتكرارها يهدف إلى أن يصل المتابع إلى مرحلة عدم الإنكار والقبول، بل قد يصل إلى مرحلة ما إلى التشبة بهم "للتحضر" وهذا ما حدث مع فئة الشواذ جنسياً!. وهذا الأمر قد ظهر بشكل طفيف في بعض فئات المجتمع التي لم تستنكر ظهور هذه المشاهد تحت ذريعة "هذه الأمور موجودة"!. وهنا مكمن الخطورة فعدم الإنكار لوجود هذه الأمور في الخفاء ومن ثم الاعتياد عليها في التمثيل ثم يصبح شأنا لا يُستنكر في العلن واختفاء شأن التشديد على عقوبة "الجهر بالمعصية"!. إذا بعد كل ذلك يتوجب على الأجهزة الرقابية الضرب بيد من حديد في عدم السماح بنشر هذه الأفكار والمشاهد الساقطة، بل يجب على المشاهد الاشمئزاز من هؤلاء الممثلين، وإيضاح هذا الأمر لهم وعدم الاكتراث بهم عن مشاهدتهم في العلم ليدركوا أنهم مجرد مجموعة من سقوط أخلاقي متجمع في جسد. أخيراً متى يمتلئ هذا القاع المكتظ أساساً من هؤلاء؟!