15 سبتمبر 2025
تسجيلهناك الكثير من الموضوعات التي وبمجرد أن تُطرح، وتفكر بنفض كل ما بداخلها حتى ينفض من حولها كل من قد سبق له وأن اجتمع بها؛ كي يدرك جديداً أو يحصد مفيداً لن يُقدر له أن يكون؛ ليُضاف إلى حصيلته الحياتية فيتمكن من إحداث التغيير المطلوب، وهو ما يكون عادة نتيجة لحضور بعض العوامل الطاردة التي تجتمع؛ كي تؤكد ضرورة قطع الطريق أمام محاولات المضي في الحديث، وهو ما يُرجح إنهاء الموضوع حتى من قبل أن يبدأ؛ لذا تكون مهمة التفكير بموضوع يستحق المتابعة صعبة وإلى حدٍ (ما) يتحكم في إمكانية نجاحها قدرة المرء على: التملص من سطوة تلك العوامل الطاردة التي تستطيع تحويل لافتة الترحيب لأخرى تُنفر كل من يُقبل عليها؛ كي يسير في اتجاه آخر لن يصل به إلى أي مكان يريده فعلاً، وبصراحة فإن هذا الوضع يفرض علينا التفكير ملياً بما نود طرحه؛ كي نجمع الفائدة التي نسعى إليها، وعليه فلقد وصلت وبعد أن قضم التفكير الساعات الأولى من يومي إلى موضوع يشغلني كثيراً، ويُسبب أزمة حقيقية تقض المضاجع، ألا وهو موضوع المحافظة على العلاقات كما يجب. أن نعيش يعني أن نتقاسم، وأن نتقاسم يعني أن ندرك وبشكلٍ جيد معنى الأخذ ومعنى العطاء، فلا حياة لمن يأخذ كل الوقت، دون أن يعطي، والعكس وارد وصحيح؛ وذلك لأن سلامة العلاقات بيد تلك الحقيقة، التي تتطلب منا الالتزام بها؛ كي نضمن من الحياة عيشة هنية، لن ندركها حتى نعطي بقدر ما نأخذ، خاصة على صعيد العلاقات التي تربطنا ببعضنا البعض، وتشترط علينا إحداث التوازن المطلوب، الذي يتحكم بدفة الأمور، ويسمح لنا بالوصول حيث نريد وفي الوقت المناسب.في الكثير من الأحيان نفشل في التعامل مع الآخرين، فتبدو لنا تلك العلاقات التي تربطنا بهم فاترة جداً، ولدرجة نشعر معها بالعجز، الذي يفرض علينا فيما بعد عزلة اختيارية نهرب معها من الحياة، ونفضل البقاء بعيداً مع جملة من الأسئلة التي تظل مخلصة لنا وإن لم نكن لنرغب بوجودها من حولنا أصلاً، وهو ما يمكن أن يمتد طويلاً؛ حرصاً منا على التمسك بأدوات (السلامة)، التي لا نجد منها ريحها، ولكننا نحسب بأننا نفعل؛ نظراً للهدوء الذي يتعهد بالتحليق فوق الرؤوس ولبعض من الوقت، الذي سيتلاشى بمجرد أن نفيق وندرك أننا لم نفعل أي شيء سواه الابتعاد عن الآخرين، الذين لم نجد فرصتنا معهم، ولم نتمكن من تحسين علاقاتنا بهم؛ لأسباب من الجيد إن أدركناها؛ كي نعالج أصل المشكلة بشكلٍ يضمن لنا السلامة الحقيقية، التي لن ننزلق معها حيث لا نريد مرة أخرى، وحين أقول (حيث لا نريد) فلاشك أني أعني بذلك الحياة التي يعيشها المرء لوحده رغم تواجده مع الآخرين، وهو ما يميل إليه رغماً عنه؛ لضياع مكانته بينهم، وهي تلك التي يستطيع استعادتها متى أصر على فعل ذلك من خلال الأخذ بهذه النصائح التي ستغير له حياته بإذن الله تعالى، وهي:1 — حين تشعر وكأن هناك من يسحب البساط الذي يجمعك بالآخر، فتأكد أنها البداية لنهاية لا حق لها بأن تكون (فقط)؛ لأنك لا تدرك عن إدارة العلاقات أي شيء، وعليه استجمع قواك، ولتثبت في مكانك؛ لمواجهة المشكلة التي أدت إلى ذلك.2 — متى قررت المواجهة وأعلنتها تصالح مع ذاتك؛ لأنك لن تجد من يناصرك سواها، وكن صريحاً معها دون أن تستخف بأي شيء؛ لاعتقادك بأنه لن يُضيف لك ما يمكنه مساعدتك على تحسين الأوضاع، فقد يكون هو ما يملك مفتاح تغيير الأمور للأفضل.3 — لا تفسح المجال أمام الغموض؛ كي يلتف من حولك كهالة يصعب معها معرفة ما تريده أو ما تود التحدث عنه، وكن واضحاً وقادراً على تحديد ما تريده؛ كي تحصل عليه تماماً كما طالبت به.4 — راجع كل ما يبدر منك على الدوام؛ كي تدرك أفعالك وتعرف ما قد بدر منك وتسبب بتلك الفجوة التي أفرزت كل ذاك الجفاء، الذي بدأت تعاني منه، وخطف منك سعادتك.5 — متى بدأت بمحاولاتك؛ لتحسين الأوضاع فلا تستسلم بسرعة، بل تشبث بالصبر، وتحمل كل ما سيعترض طريقك وإن لم تُسعفك الظروف، وتذكر بألا تُطلق أحكاماً تحكمها انفعالاتك الضريرة، التي ستضرك لعدم قدرتها على رؤية الحقيقة كما هي.هناك المزيد...إن موضوع العلاقات كثوب فضفاض يحمل بين طياته الكثير مما لن يستوعبه هذا المقال، الذي كشف عن القليل، مما نأمل أن يكون فيه من الفائدة الكثير، والفائدة التي أرجوها هي تلك التي ستعمر العلاقات التي تجمعنا بالآخرين، ولها مسميات مختلفة مهما اختلفت إلا أننا سنظل الجزء الأساسي منها، الذي وإن لم يُكتب له أن يكون فلا حق لتلك العلاقات أن تكون أيضاً. وأخيراً: تذكروا أيها الأحبة التالي: حين تتأثر العلاقات وتفتر تجد المخاوف لنفسها مرتعاً في القلوب، حيث ستهتم بها الشكوك، وتحرص على تغذيتها أكثر؛ لتكبر حتى نقرر غير ذلك، وبكلمات أخرى حتى نقف لها بالمرصاد، وإلى أن يتحقق المُراد فليوفق الله الجميع (اللهم آمين).