18 سبتمبر 2025

تسجيل

انتخابات السودان.. ومدمنو الرفض والتأجيل!

12 أبريل 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الانتخابات قضية إستراتيجية تحرص عليها كل الدول وتداوم عليها كل الشعوب، فهي أولى الوسائل وأهمها لدعم الاستقرار والأمن وتثبيت مبدأ التداول السلمي للسلطة.. وهذه القضية الإستراتيجية تدعمها كل الأحزاب، فكلها تقول وتكرر إنها حريصة على مبدأ التداول السلمي للسلطة.. لا غرابة إذن إن قلنا إن مواقف الرافضين للانتخابات تعد مواقف بعيدة كل البعد عن مهنة العمل السياسي، خاصة أن ميقات الانتخابات المقرر إجراؤها غدا معلوم منذ سنوات. وتأتي وفق دستور وآلية اتفقت عليها كل القوى السياسية.. يتفق علماء السياسة على أن إجراء الانتخابات في ميعادها يعتبر من أهم عناصر الحياة الديمقراطية وهو بمثابة دعم لحياة سياسية مستقرة بغض النظر عن نتائجها.. ولاشك أن هذا الفهم هو الذي قاد نحو خمسين حزبا لرفض دعوات المقاطعة وإعلان المشاركة وقاد أيضاً ملايين المواطنين فأعلنوا دعمهم لأهم عناصر الحياة الديمقراطية من خلال المشاركة في الحملات الانتخابية التي سادت الفترة الماضية.صحيح هناك بعض الأحزاب أعلنت مقاطعتها ولكن يبقى السؤال ما هو المنطق التي تستند عليه في موقفها هذا؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال نقول إن نهج رفض الانتخابات ليس جديدا بل أصبح كالداء عند بعض القوى السياسية، وهي تمارسه منذ الستينيات، فهناك قوى لا يحين وقت للانتخابات إلا وتدعو للتأجيل وتطالب بحكومة انتقالية. تريد القفز للسلطة بلا جماهير!نعود للإجابة عن سؤالنا، الإجابة لا تحتاج إلى بحث أو جهد وإنما تقدمها ذات الأحزاب من خلال مواقفها وأقوالها.. فإذا ما تأملنا مواقف هذه الأحزاب الرافضة للانتخابات، فبماذا نفسر هجومها على الأحزاب التي قررت المشاركة وبماذا نفسر محاولاتهم مصادرة حق تلك الأحزاب فيما تتخذه من قرارات. وبماذا نفسر محاولاتهم التقليل من قدرهم ومكانتهم! الإجابة بكل بساطة هي أنهم يفتقرون إلى الروح الديمقراطية. فالروح الديمقراطية تعتمد على احترام آراء ومواقف الآخرين.. فمن حق أي حزب أن يقرر ما يراه ملائما ولا شك أن الأحزاب التي قررت المشاركة إنما تقوم بدورها الأساسي في المجتمع وهو تكريس الفهم الديمقراطي وتنشيط الحياة السياسية المعافاة، وتحقيق التواصل والتفاهم وتحقيق المصالح.. كل ذلك لا يكون إلا بالمشاركة لا المقاطعة وبالعون لا الترصد هذا بغض النظر عمن يصل إلى السلطة التي لا بديل لتداولها..أما الأحزاب التي ترفض المشاركة في العملية الانتخابية وتترصد بها، فهي – إن كانت تدري أو لا تدري – إنما تزعزع ثقة المواطنين في الحياة السياسية وتعمل على تفكيك وهدم البناء الديمقراطي. وهذا دور لا يشبه بأي حال من الأحوال من يدعي الديمقراطية!نقول: الحرص على إنجاح العملية الانتخابية هو حرص على دعم الاستقرار وحرص على توسيع المشاركة وحرص على تثبيت الديمقراطية.